أوروبا التي ما لبثت أن تعبر الشتاء الماضي، تبدأ فيها المخاوف من شتاء قادم آخر يختبر من جديد صمود القارة العجوز أمام أزمة غاز تشتد وتهدأ، خاصة مع استمرار العملية العسكرية في أوكرانيا.
واستعرضت قناة "القاهرة الإخبارية" في تقرير لها بتقنية الفيديو جراف اليوم الخميس، مخاوف أوروبا من نقص تدفقات الغاز لعام ثانٍ، الذي يعد وقود التدفئة الأول في قارة تسجل درجات حرارة دون الصفر بكثير، ما يجعل الوقود سلعة مهمة بل تعد الأهم في فصل الشتاء.
رصدت وول ستريت جورنال بوادر قلق بسوق الغاز الطبيعي في أوروبا؛ بشأن إمدادات الوقود بحلول الشتاء المقبل حتى مع تراجع وتيرة الأزمات لفترة.
أسعار عقود الغاز قصيرة الأجل تعرضت لتقلبات مع تغير الطقس ومؤخرًا زادت العقود الآجلة لشهر ديسمبر الذي يعد أغلى العقود، نظرًا لارتباطه بذروة الشتاء بنحو 9% مقارنة بالعام السابق.
عامل مهم يظهر على الساحة ويحاول قادة دول التكتل تقدير تبعاته، وهو الاضطرابات المستمرة لشبكات الطاقة الفرنسية، حيث نفذ عمال توتال إضرابًا في مواقع الشركة منذ 7 مارس وحتى 11 أبريل، ضمن احتجاج على مستوى فرنسا، رفضًا لاعتزام الحكومة رفع سن التقاعد ما أثر على العمليات والتسليم من مواقع المستودعات.
وكالة الطاقة الدولية تتوقع مواجهة أوروبا فجوة بين العرض والطلب تبلغ 30 مليار متر مكعب، أي ما يعادل نصف الغاز اللازم للحصول على مخزونات ممتلئة بحلول الشتاء المقبل.
التوقعات تستند إلى نضوب تدفقات خطوط الأنابيب الروسية تمامًا وعودة الطلب على الغاز في الصين إلى مستويات العام 2021، ورغم امتلاء المخزونات أكثر من المعتاد في هذا الوقت من العام إلا أن المسؤولين يتوقعون استمرار الضغط بمجرد حلول ذروة موسم الطلب.
لعقود طويلة مثلت موسكو المورد الأول للسلعة الاستراتيجية لدول أوروبا لكن الأمر تغير مع بدء الأزمة الأوكرانية هو ما لم تعد له دول التكتل عدتها.