أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، أن مصر وإيطاليا لديهما اليوم إرادة سياسية قوية "لتعزيز العلاقات التاريخية بينهما، بالإضافة إلى إنشاء مشروعات التصنيع المشتركة التي تهدف إلى خدمة مصالح شعوبنا الصديقة، تلك العلاقات تترسخ بداية "من تعزيز تواجد الشركات الإيطالية في مصر بقطاعي الزراعة والغذاء"، وحتى التعاون الموسع في مجالي الطاقة والهجرة.
وأوضح مدبولي، خلال حوار مع صحيفة الجورنال الإيطالية، أن النقطة الوحيدة التي يمكن أن تبطئ الهجرة غير الشرعية هي أن تهتم أوروبا بوجه عام بمساندة عملية التنمية في شمال إفريقيا، خاصة أنه إذا وجد الشباب وظيفة جيدة فإنهم لن يفكروا في الهجرة وسيفضلون البقاء في بلدهم.
وأشار إلى أن تحسين الأوضاع في العديد من الدول المجاورة من شأنه أن يحد ويقلل من الهجرة غير الشرعية إلى القارة الأوروبية، مضيفًا أن استقرار المنطقة يعتبر ضرورة أساسية وعلينا أن نسعى أيضًا لتحقيق الاستقرار في ليبيا، في كل الأحوال علينا أن نعمل على الحفاظ على استقرار المنطقة بأسرها.
مصر تتكامل مع الدول العربية
وعن المنافسة مع القوى الإقليمية، قال "مدبولي": نحن مقتنعون تمامًا بأن التنمية في دول الإقليم، خاصة دول الخليج يجب أن ينظر إليها بإعجاب، ومصر لا تسعى إلى منافسة الدول العربية الأخرى، ونحن على اعتقاد كامل أن مصر تتكامل مع دول العالم العربي ولا تتنافس معها.
وأشار إلى أن بعض القوى والجماعات تسعى لتحويل مصر من دولة معتدلة إلى دولة مختلفة تمامًا، لكن الشعب المصري رفض محاولة جماعة الإخوان المسلمين لتغيير طبيعته وهويته والتأثر بمنهج وفكر متطرف.
العلاقات مع تركيا
وبخصوص تطبيع العلاقات مع تركيا وتغير السياسة التركية في الفترة الأخيرة، أكد رئيس الوزراء المصري أن القاهرة وأنقرة ترتبطان بعلاقات تاريخية؛ ونسعى لتجاوز خلافات السنوات الماضية.
وأضاف "يجب أن نوضح أن منهجية الحركات المتطرفة تقوم على فكرة تقسيم المجتمع وهذا المنهج يعد تهديدًا خطيرًا لأي مجتمع أو دولة وأيضًا لأوروبا. وفكرة التلاعب بالدين واستغلاله لتأكيد سياسة فكرية أو أي هدف آخر هو أخطر فيروس يمكن أن يصيب البلدان. هذا ما يجب أن نحاربه معًا.
الحرب على الإرهاب ليست تقليدية
وأوضح مدبولي أن المتطرفين أرادو إقامة فرع لخلافتهم المزعومة في سيناء، مؤكدًا أن هذه الحرب ضد الإرهاب ليست حربًا بسيطة أو تقليدية، ووجدنا دعمًا واسعًا من كل قطاعات الشعب، وفقدنا بالفعل 3000 مصري من قوات الجيش والشرطة والمواطنين المدنيين وهناك خلايا نائمة لتلك الجماعات المتطرفة.. هذه الخلايا تعتبر أحد أسباب تبني بعض الشباب للأيديولوجيات المتطرفة وهذه الجماعات تستغل الفقر والتهميش للترويج لأفكارها، ولهذا وضعنا ضمن أولوياتنا ضرورة تحسين الظروف المعيشية لجميع المواطنين ".
خطر الزيادة السكانية
وعن خطر الزيادة السكانية، قال مدبولي: "في غضون 25 عامًا سيصل عدد السكان في مصر إلى 135 مليون نسمة، وتتحدث بعض التوقعات عن 150 مليونًا بحلول عام 2050، وهذا هو السبب في أننا نبني مدنًا جديدة بمشروعات تنمية حضرية عملاقة".
ولفت مدبولي إلى أن استراتيجية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هي تحديث المناطق الريفية، والاستثمار في البنية التحتية لتحسين الحياة في القرى، من خلال تطوير البنى التحتية وتوصيل المياه والصرف الصحي ومختلف الخدمات لتلك المناطق كما نعمل على تحلية مياه البحر.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية تضع من بين أولوياتها ملف تدريب القيادات الشابة كما نقوم بتحديث التعليم والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة.
وأضاف رئيس الوزراء المصري "كانت لدينا مشكلة مع الأحياء الفقيرة والتي لا تصلح للسكن، وقمنا بتشييد مبانٍ صحية للسكان ونواصل أيضًا بناء مدن جديدة في مناطق مختلفة من البلاد، لنقل جزء من السكان إلى مناطق أكثر أمانًا".
وعن خطة الحكومة المصرية من أجل تسريع الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، أكد أن هناك مشروعات مشتركة مع إيطاليا، لإنتاج الهيدروجين الأخضر من الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة، والهيدروجين الأزرق عن طريق تخزين ثاني أكسيد الكربون في رواسب الغاز الطبيعي المستنفد، وإذا نجحنا معًا يمكن أن تصبح إيطاليا مركزًا للطاقة لأوروبا.