- شخصية "شيرين" تشبهني في نظامها بالمنزل.. ولا أعلم هل سأصبح مثلها بعد الزواج أم لا؟
- الكوميديا أخافتني من التجربة في البداية.. ولكن المؤلف أقنعني
- تعمدت عدم مشاهدة المسلسل القديم حتى لا أتأثر بالشخصية
- مسلسلات الـ15 حلقة تجربة ناجحة.. وأتمنى استمرارها
منذ نحو 8 سنوات، عرفت الممثلة التونسية عائشة بن أحمد طريقها إلى الدراما التليفزيونية المصرية من خلال مسلسل "ألف ليلة وليلة"، ثم تبعته بعديد من الأعمال، حتى توهجت في مسلسل "لعبة نيوتن" من بطولة منى زكي العام قبل الماضي، لتثبّت أقدامها بقوة في مصر، وتصبح إحدى أبرز النجمات اللاتي اتسعت شهرتهن في الوطن العربي بفضل الدراما المصرية.
استطاعت عائشة بن أحمد في دراما رمضان 2023 أن تقدم شخصية جديدة من خلال مسلسل "مذكرات زوج" المكون من 15 حلقة والذي انتهى عرضه مؤخرًا، إذ نالت شخصية "شيرين" التي جسدتها تفاعلًا متباينًا من الجمهور على مدار الحلقات، بدأت بمشاعر كره ثم تحولت إلى تعاطف بعد ذلك، وهو ما تراه عائشة دليلًا على نجاحها في العمل، حسبما تؤكد في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية"، والذي تحدثت فيه عن تفاصيل الدور والتحديات التي واجهتها، وما إذا كان أتعبها نفسيًا أم لا، وإلى نص الحوار:
ــ انتقلت ردود الفعل تجاه شخصية "شيرين" من مشاعر الكراهية إلى التعاطف.. كيف رأيتِ ذلك؟
بالفعل، ففي بداية الأمر وقف معظم متابعي المسلسل ضد شخصية "شيرين"، لكن تدريجيًا بدأ الجمهور خاصة النساء في التعاطف معها، وتساءل لماذا يفعل "رؤوف" -زوجها الذي جسّد دوره الفنان طارق لطفي- ذلك معها حتى وإن كانت شخصية صعبة، ثم انقسمت الآراء، والحقيقة أنني كنت أعلم أن هذا الأمر سيحدث، وبالتالي أرى أن ردود الفعل جيدة للغاية وإيجابية خاصة بعد الحلقة الأخيرة.
كما أن كراهية الجمهور في البداية لشخصية شيرين هو دليل على نجاحي في تأدية الدور، ويعني أنني استطعت تجسيده بكل تفاصيله، بعيدًا عن ملامحي التي تبدو طيبة.
ــ ذكرت أنك تغلبت على ملامحك الطبية في الحقيقة.. فما هي نقاط التشابه بينكما؟
"شيرين" تشبهني في بعض التفاصيل، لأنني في المنزل منظمة مثلها، ولابد أن يكون كل شيء في مكانه ومنضبطًا، ولا أرى أن الشخصية بعيدة عني، رغم أنني لا أعلم بعد الزواج هل سأصبح مثلها أم لا؟ لكنّها بلا شك تركيبة صعبة، وكنت حريصة خلال تجسيد الشخصية على الابتعاد عن تقديم ذلك النموذج للمرأة المتسلطة بشكل نمطي، والتي تظهر طوال الوقت تصرخ، لذا اعتمدت طبقة صوت هادئة، ومن الممكن أن تتحدث بطريقة حادة ولكن بهدوء، وهذا ما أحببني فيها منذ قراءة السيناريو.
ــ بالحديث عن الاختلاف.. لماذا كان رد فعلك في مشهد طلاقك غير اعتيادي؟
بالتأكيد هناك العديد من المشاهد الصعبة بالنسبة لي في المسلسل، ومن ضمنها مشهد الطلاق، إذ طلقها "رؤوف" أمام أطفالهما، وظلت صامدة لا تبكي ولم تبين ضعفها أو صدمتها، وهنا الصعوبة أن الأحاسيس والمشاعر كانت داخلية، ولم تصرخ بصوت عالٍ كما هو معتاد في مثل هذه المواقف، وبالتالي من الصعب الكتمان والحزن من الداخل ومحاولة عدم إظهار ذلك.
- اعتمدت شخصية "شيرين" على كتم المشاعر وعدم إظهارها.. هل تجهدك هذه النوعية من الأعمال حتى بعد التصوير؟
لا أتقمص الشخصية بشكل كبير لكي تظل معي بعد انتهائها بشكل غير مقصود، وألاحظ ذلك، إذ إنني أرتدي نفس ملابسها دون أن أدرى، وأتصرف تلقائيًا مثلها ويستغرق الموضوع نحو 3 أسابيع على سبيل المثال، حتى أعود لملابسي العادية، ولكنها تؤثر عليّ في أثناء التصوير فقط ولكن لا تؤثر نفسيًا بعده، كما أنني أعلم جيدًا كيف أفصل بيني والشخصية، ومن الممكن أن بعض الشخصيات القليلة التي أثرت فيّ، مثل دوري في المسلسل التونسي "حرقة" إذ كانت شخصيتي فيه صعبة، وأيضًا شخصيتي في مسلسل "السهام المارقة"، فقد كانت صعبة وثقيلة.
ــ هل تخوفتِ من تجسيد شخصية في عمل كوميدي اجتماعي خفيف؟
كنت أخشى ذلك بالفعل والمؤلف محمد سليمان عبد المالك هو من أقنعني وطمأنني بأن شخصية "شيرين" ليست كوميدية، والمقصود منها ضحك الجمهور، بل بالعكس الشخصية تعتمد على كوميديا الموقف، وليست بشكل صريح فهو عمل اجتماعي درامي كوميدي لايت، وهناك مشاهد جعلت المشاهد يبكي.
ــ العمل الأصلي للكاتب أحمد بهجت سبق تقديمه في مسلسل بالتسعينات.. ألم تتخوفي من إعادة التجربة؟
اتفق أن هذه المسألة تقلق قليلًا، لدرجة أنني لم أشاهد المسلسل القديم حتى لا أتأثر بأداء الشخصيات، خصوصًا إذا كان عملًا ناجحًا، لكن مسلسل التسعينات عُرض في زمن مختلف عن العصر الحالي، وأوجه الشكر للمؤلف محمد سليمان عبد المالك على تقديمه بشكل عصري، إذ كتب السيناريو بطريقة جيدة ورسم الشخصيات بشكل مختلف.
ــ المسلسل سلّط الضوء على مهنة "مدرب الحياة" أو Life coach المستحدثة.. هل ترين أنها مهمة في حياتنا؟
لا شك أن دور "اللايف كوتش" أو مدرب الحياة مهم في حياتنا للغاية، وما أعجبني في المسلسل أنه ركز في أكثر من مشهد وحوار على الفارق بينه والطبيب النفسي، فالأخير مهمته العلاج، أما "اللايف كوتش" فمهمته تتمثل في رسم حياة الشخص والتخطيط لها وكيفية النجاح فيها وكيف يصبح هذا الشخص أفضل، ولكن في حال تدهور الموضوع يظهر دور الطبيب النفسي، وكل شخص منهما له مهمته، ولا يجوز الخلط بينهما، وهذا ما تم إيضاحه في العمل بأكثر من طريقة.
ــ تدور أحداث العمل في 15 حلقة.. كيف ترين هذه النوعية من الأعمال؟
جيدة للغاية، وأعتقد من وجهة نظري أن شهر رمضان ستكون أكثر الأعمال فيه خلال عامين أو ثلاثة مكونة من 15 حلقة، وهذه التجارب ناجحة وليست مرهقة والفنان لا يشعر بالملل من الشخصية التي يقدمها، كما أنها تجعل المؤلف يأخذ وقته في الكتابة دون التسرع، وكل ذلك في صالح العمل والفنانين، وأتمنى أن يستمر هذا التوجه.