أحيّت مصر، السبت، احتفالية بمناسبة الذكرى الـ51 لانتصار العاشر من رمضان، الذي يعد أكبر انتصار عسكري في العصر الحديث، ويرى محللون أنها كانت نقطة للتلاحم العربي، وجمعت الدول العربية على موقف واحد، كما أشاروا إلى أن التنمية التي تشهدها سيناء في الوقت الحاضر، تؤكد تحقيق أهداف مصر الاستراتيجية من استردادها.
وبحسب الدكتور محمد صالح الحربي، الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، فهذا الانتصار "يوم خالد في التاريخ، إذ روى الشهداء بدمائهم الذكية أرض الفيروز المصرية".
وأوضح "الحربي"، لـ"القاهرة الإخبارية" أن هناك دلالات عسكرية سياسية استراتيجية بدأت منذ 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هجرية وحتى وقف إطلاق النار، إذ كان التعاون العسكري والانطلاق من جبهتين، الأولى من سوريا والجولان والثانية من سيناء.
وأضاف الخبير العسكري الاستراتيجي، أن انتصارات العاشر من رمضان غيّرت مناهج العقائد العسكرية والدراسات على مستوى الأكاديميات والكليات العسكرية في العالم.
نقطة للتلاحم والتكامل العربي
وتابع أن "العاشر من رمضان" كان نقطة انطلاق للتلاحم والتكامل العربي، على المستويات الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية أو العسكرية، وكذلك الأبعاد اللوجستية.
وذكر "الحربي"، أن استعادة أرض سيناء ومن بعدها طابا، تمثل امتدادًا للموقف العسكري المصري، والآن يتم جني الثمار، بانطلاقة نحو تنمية شاملة مستدامة.
ولفت إلى أن سيناء لها عمق استراتيجي ليس لمصر فقط، بل للأمة العربية والإسلامية، حيث إنها الرابط بين قارتي آسيا وإفريقيا، لافتًا إلى أهمية هذه المنطقة الآن مع تداعيات الحروب وأزمات الطاقة والغذاء والحرب الروسية الأوكرانية، إذ أصبحت معبرًا مهمًا للتجارة الدولية، فضلًا عن أنها باتت أرض استثمارية بامتياز، تنطلق إلى 6 دوائر عالمية.
ويرى أن التعاون والتكامل العربي في حجم الاستثمارات في هذه المنطقة المهمة على خريطة العالم، يضيف لشعوب المنطقة الخير والنماء، ويعني الوصول إلى التنمية الشاملة المستدامة، مؤكدًا عمق المنطقة الاستراتيجي للأمتين العربية والإسلامية، إذ يوجد بها الكثير من الخيرات كالحديد والنحاس والنفط والغاز.
وأوضح الخبير العسكري أن الحكومة المصرية بذلت جهودًا كبيرة للقضاء على العمليات الإرهابية، بضربات استباقية حتى أوقفتها، فضلًا عن القضاء التام على تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة، وجند الإسلام التابع لتنظيم القاعدة، والآن بدأت سيناء مرحلة ثانية وهي تثبيت الأرض ودعم ركائزها وبنيتها التحتية والانطلاق نحو التنمية.
فيما قال الدكتور محمد مسعود الأحبابي الكاتب والباحث السياسي الإماراتي، إن وجود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في سيناء، في ذكرى العاشر من رمضان، يحمل رسائل ودلالات من بينها أن الهدف من الحرب تحقق من خلال تحرير هذه الأراضي وتنميتها.
وأوضح "الأحبابي"، لـ"القاهرة الإخبارية"، أن سيناء كانت معطلة حتى عام 1983، ولكن من خلال الجهود التي تحققت في مكافحة الإرهاب في هذه المنطقة والتنمية، فضلًا عن إنشاء أكثر من 8 أنفاق، ساعدت على التوسع في تنمية أرض سيناء، بعدما كان يربطها نفق واحد مع القاهرة.
وأضاف الباحث السياسي الإماراتي، أن وجود الرئيس المصري في سيناء، تأكيد على تحقيق أهداف مصر الاستراتيجية من خلال استرجاع المنطقة، فضلًا عن الرسالة السياسية التي تؤكد أن الأهداف تحققت خلال السنوات الماضية وحتى اليوم.
وأشار إلى أن الحرب في سيناء كانت "حرب الجميع"، فكان هناك من يساعد بالسلاح والتطوع وضخ الأموال التي كانت من قوت أبناء الدول العربية للمشاركة في هذه الحرب، مشددًا على أن الدعم لم يكن من خلال المال فقط بل هناك دول شاركت بالمال وبأبنائها.
وتابع: على سبيل المثال، الكل يذكر وقفة الشيخ زايد -رحمه الله- عندما قال "ليس البترول العربي أغلى من الدم العربي"، وأرسل ابنه الشيخ خليفة بن زايد إلى مصر وشارك مع القادة المصريين في هذه الحرب، وعلى غرار ذلك دول عربية كثيرة شاركت بكل ما تملك.
وأوضح "الأحبابي" أن حرب سيناء كانت حرب تطوع فيها أبناء الحكام قبل الشعب، فهي حرب الأمة العربية ومصر هي قلب الأمة العربية، مشيرًا إلى أن هذا الانتصار أعاد للأمة العربية كرامتها بعد عدة خسائر في حروب سابقة.