وضعت روسيا اليوم الجمعة، السياسة الخارجية الجديدة، والتي تضمنت عدة بنود، أبرزها اعتبار أمريكا أكبر تهديد يُواجه العالم، وأنها المحرك الرئيسي للسياسة المعادية لروسيا، بالإضافة لتحويل أوراسيا إلى مساحة مُتكاملة يعمها السلام.
كما تضمنت البنود ضرورة مكافحة "الروسوفوبيا" والحفاظ على التوازن العالمي، بالإضافة لمعارضة سياسة خطوط التقسيم بآسيا والمحيط الهادي، والقضاء على "الهيمنة الأمريكية والغربية" كإحدى الأولويات، فضلًا عن تشكيل نظام عالمي يوفر الأمن، ويضمن تكافؤ الفرص، مع ضرورة التحقيق في التطوير المفترض للأسلحة البيولوجية، وأخيرًا ذكرت أن السلوك الأمريكي مصدر رئيسي للخطر على أمن روسيا.
وبحسب باسل الحاج جاسم، الباحث في الشأن الروسي، فإن الوثيقة تُشير إلى أن العالم على أبواب عالم جديد يتشكل، وأن المؤشرات الأولى لملامح هذا العالم، بدأت منذ إطلاق روسيا ما تسميها "العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا".
وأوضح "جاسم" لـ"القاهرة الإخبارية"، أن موسكو اليوم مع تعديل استراتيجية سياستها الخارجية، أكدت بما لا يدع مجالًا للشك، أن العالم دخل مستوى جديدًا من الصراع.
وأضاف الباحث في الشأن الروسي، أن الدولة الروسية لا تخفي أهدافها، سواء من هذا التغيير أو حتى منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، إذ تسعى لإنهاء الهيمنة الأمريكية في الكثير من مناطق العالم.
وذكر أن روسيا تتوجه نحو مناطق كانت في السابق لا تحظى باهتمامها، كالدول الإفريقية والدول العربية والإسلامية وأمريكا اللاتينية، فضلًا عن تأكيدها على تسمية الصين مع الهند شركاءً رئيسيين، وبالتالي فالعالم أمام مستوى جديد من الصراع مع الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد باسم الحاج جاسم، أن روسيا تهدف لكسر وإنهاء الهيمنة الغربية الأمريكية ووضع نظام عالمي جديد مُتعدد الأقطاب.