ـ تدربت على الأكشن وأمسكت النابوت وخرجت بإصابات من المسلسل
ـ "صافية" تجمع بين حب بلدها وحامد.. وعودتي للبطولة الجماعية مغامرة ولكنه واجب وطني
ـ الربط بين زمنين مختلفين يثبت مقاومة الشعب المصري لأي معتدٍ
ـ صورت "وعود سخية" في بولاق الدكرور وأهالي المنطقة أحاطوني بمشاعر دافئة وأعطوني جملًا حوارية
ـ "سخية" جار عليها الزمن فجارت على الكل .. وقررنا تقديم المسلسل في 15 حلقة لهذا السبب
تتنقل الممثلة المصرية حنان مطاوع بين شخوصها الدرامية باحترافية شديدة، خصوصًا أنها ابنة أسرة فنية بامتياز، فوالدها الفنان الراحل كرم مطاوع ووالدتها الفنانة المتميزة سهير المرشدي، لتكتسب منهما عشق الفن والتمثيل، ثم تنطلق بشخصيتها المتفردة في التنوع والتغيير لتصل إلى قلوب الجمهور من منافذ عدة، لتكون صاحبة بصمة في كل مرة تطل فيها على الشاشة الصغيرة.
ومن نافذة الرومانسية تطل علينا حنان مطاوع في خط درامي مميز لشخصية "صافية" بمسلسل "سره الباتع"، لتضرب نموذجًا صريحًا للمحبة الصادقة لبلدها ورمانسيتها الشديدة، إذ تجمعها علاقة حب مع "حامد" الذي يجسد دوره الفنان أحمد صلاح السعدني.
حول هذه التجربة الجديدة كشفت حنان مطاوع، في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية"، عن كواليس المسلسل، موضحة أنها لم يخطر ببالها أنها ستشارك في العمل لانشغالها في عملين من بطولتها، كما تحدثت عن السبب وراء تقديمها الشخصية، وتدريبها على مشاهد الأكشن المرهقة.
وتطرقت أيضًا لمسلسلها "وعود سخية" وشخصية الفتاة الشعبية التي جار عليها الزمن فجارت على الكل، والتحولات النفسية التي تمر بها، التي وصفتها بأنها متوحشة وشديدة الذكاء، وغيرها من التفاصيل في هذا الحوار:
تجسدين للمرة الأولى دور فلاحة وطنية في حقبة زمنية قديمة.. كيف رسمت ملامح شخصية "صافية"؟
المسألة هنا ليست في الحقبة، لأن روح الشخصية المصرية موجودة سواء كانت في زمن معاصر أو قديم، فضلًا عن وجود ربط بين مقاومة المعتدي وقت الحملة الفرنسية وبين المصري الحديث الذي ما زال يقاوم أي عنصر دخيل على بلده سواء كان فاسدًا أو متطرفًا، فهذا الربط يؤكد أن المصري في حالة مقاومة دائمة وثورة على الفساد وضد أي معتدٍ.
لماذا تحمستِ لمسلسل "سره الباتع"؟
ليس عاملًا واحدًا في الحقيقة بل عدة عناصر، لكن في البداية أود أن أشكر مخرج العمل لتمسكه بي، فلم يكن في خيالي أن أقدم بطولة مشتركة، إذ كان لدي مسلسلي "جدايل" لكنه تأجل، وحل بدلًا منه مسلسل "وعود سخية"، ومسلسل "هابي هالوين"، الذي سيعرض على منصة رقمية، فكنت مشغولة في عملين، ولم يكن لدي وقت نهائيًا.
لكنني تحمست للمشاركة في "سره الباتع" لأنه مسلسل عظيم وكنت أتمنى تقديم عمل لبلدي فهو مسلسل وطني ملحمي ضخم، كما أنه عن قصة قصيرة للأديب الراحل يوسف إدريس، وإنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، يضم مجموعة متميزة من النجوم، وكل هذه العناصر كانت شديدة الإغراء بالنسبة لي، وبقيت فقط مشكلة تنسيق الوقت، لكن مخرج العمل ساعدني كثيرًا في ذلك.
ما دلالة رمزية اسم صافية التي تجسدينها؟
صافية فتاة وطنية أصيلة ورومانسية أيضًا، وتجمعها قصة حب مميزة ومدوية مع "حامد"، وهي شخصية محبة حتى إن نضالها في المقاومة الشعبية يعكس حبها للحبيب وللوطن أيضًا، ولذلك صافية اسم على مُسمى، فهي تشبه المياه الصافية، مصرية جدًا وتقاوم حبًا في الوطن.
الشخصية كانت موجودة في رواية الراحل يوسف إدريس، لكنها لم تكن بالقوة نفسها التي ظهرت في المسلسل، إذ كان التركيز والقوة مبنية على شخصية "حامد" الذي يجسد دوره الفنان أحمد صلاح السعدني، بينما في المسلسل شخصيتي محورية وأظهر حتى النهاية.
ما الذي تغير بعد دخولك العمل؟
كنت أسيرة للعمل منذ أن دخلته وأنا فخورة به، وحاول المخرج تذليل كل العقبات التي واجهتني، ولم أكن أتخيل أنني سأشارك في عمل جماعي، ففي حال إن لم يكن لديّ أعمال أخرى كنت سأكون متشوقة للمشاركة فيه، وكنت أمام تحد في المواعيد والمذاكرة، وأنني أذاكر الشخصيات وأعطيها حقها بشكل كبير.
والحقيقة أنني اندهشت من تحضيرات مخرج العمل، ومذاكرته، وتفانيه في القضية الوطنية، فلم يكن هناك أي مشهد سهل إخراجيًا، وقدّم كل مشهد وكأنه فيلم قصير، وكانت هناك مشاهد صورناها على مدار 3 أيام واستمرت حتى اليوم الرابع، فالعمل ملئ بالتفاصيل سواء المعارك والمقاومة والحب وحتى المشهد الحواري العادي، فهو لا يخرجه بشكل عادي، ولديه حس فني، فالعمل ضخم على مستوى الإنتاج والإخراج والسيناريو والحوار، وعميق ومبطن بقصة حب.
لديكِ مشاهد "أكشن" في المسلسل.. هل تدربتِ عليها؟
هذا العمل يعتبر من أوائل الأعمال التي أُقدم فيها أكشن بشكل واضح، وبالفعل تدربت على يد مدرب متخصص، على الإمساك بالسلاح والنبوت، لكنني في المقابل خرجت بإصابات، حتى إنني فقدت صوتي لأن المسلسل يحتوي على مشاهد بها هتافات، وهذا كله أثّر على صوتي، وأعتقد أن معظم فريق العمل خرج بإصابات أيضًا.
ما تقييمك لتجربة تقديم مشاهد أكشن؟
بصراحة شديدة مشاهد الحركة والأكشن كانت مُهلكة بالنسبة لي وليست ممتعة، لكن أنا كممثلة مطلوب مني أن أقدم كل الألوان.
تصدرت البطولة المطلقة في أكثر من عمل، فكيف ترين عودتك للبطولة الجماعية مرة أخرى؟
طبعًا مغامرة، لكن ما شجعني عليها كما ذكرت وجود عناصر متميزة، وأؤكد كذلك أنني وافقت عليه لأنه عمل نضالي وقدمته لبلدي في المقام الأول، فأنا أقدم هذا المسلسل لبلدي أكثر من كونه لنفسي، فهو يقدم زمنين مختلفين، هما الفترة بين عامي 2011 إلى 2013، والحملة الفرنسية، والربط كان على فكرة أن المصريين دائمي البسالة والمقاومة ضد أي معتدٍ، لكن دوري مُركز في الزمن القديم باللبس التقليدي الفلاحي.
هل سيكون لديكِ حسابات عند تقديم البطولة الجماعية؟
بالتأكيد سيكون هناك حسابات، لكن هناك أعمال تفرض نفسها لا أستطيع أن أرفضها مثل أن أقدم عملًا لبلدي، أو تقديم عمل ديني أو عملًا لقناعتي الشخصية به، بالتأكيد أتمنى الاستمرار في تصدر البطولة المطلقة، وبالتطبيق على مسلسل "سره الباتع" فشخصية "صافية" البطلة النسائية في العمل، خلال المرحلة التاريخية القديمة، لكن سيظل طعم العمل جماعيًا وبه هدف أسمى، ويعد أحد الأعمال المتفردة.
تخوضين تجربة درامية أخرى بشخصية "سخية" في "وعودة سخية".. فماذا عن المسلسل؟
أعشق هذه الشخصية لأنها غنية وثرية وتحولاتها كثيرة وأبعد ما تكون عني، خاصة أن تركيبة الشخصية لا تشبهني نهائيًا، وهذا العمل على رأس الأعمال التي قدمتها، وشخصية سخية جار عليها الزمن فتجور على الكل، وهي متوحشة للغاية، وشديدة الصراع الإنساني ولديها صراع ما بين الخير والشر بشكل جلي وواضح، وهذه أول مرة أظهر في دور شعبي بهذه الدرجة، فأنا دائمًا أنتمي للشارع المصري كله، وهناك فئة شعبية لم أقدمها من قبل مثل شخصية "سخية".
لكنكِ سبق أن قدمتِ شخصية "عبلة" فتاة شعبية بمسلسل "هذا المساء"؟
نعم كانت شعبية، لكنها كانت قيادية وناعمة وهي مصرية أصيلة، بينما "سخية" شخصية متوحشة وبالتعبير الدارج "شبيحة" وليست سهلة، وهذه التركيبة لم أقدمها من قبل، وأنا مُتيمة ومغرمة بشخصية سخية.
كيف جمعتِ تفاصيل الشخصية لتظهر بهذا الأداء؟
أنا ابنة الطبقة المتوسطة، إذ إن والدتي من منطقة الحلمية، فرغم أن تربيتي في منطقة المهندسين، لكنني لديّ جذور شعبية، صحيح أنها لا تنتمي إلى نفس مجتمع "سخية"، لكنني قابلت في حياتي نماذج تشبهها.
هل تخوفتِ من صدمة الجمهور من اختلاف شخصيتك جذريًا؟
لا؛ لأنني أراهن على وعي الجمهور أولًا، المواطن المصري ذواق بطبعه منذ أيام الفراعنة، واطلاعه على المنصات العالمية جعلت لديه قدرة على الفرز غير العادي، فالشعب المصري يكره الممثل الذي يستخف به، ويكره الذي يشعر أن هدفه جمع المال فقط ولا يحترمه، فالجمهور يكره الشخصية، لكنه يحب الممثل إذا أجاد تقديمها.
ألم تخشين أن تلتصق بكِ تلك الشخصية الشعبية، مثلما حدث مع فنانين آخرين؟
لا؛ لأنني أحب التغيير والتنويع، فممكن أن أقدم 50 دورًا شعبيًا، ولكن في كل مرة يكون مختلفًا، ونشر بهذا الأمر عندما ننزل إلى الحارة الشعبية فنرى شخصيات كثيرة وكل شخصية مختلفة عن التي قبلها سواء على مستوى الملابس أو الروح وطريقة الكلام.
ما السبب وراء تقديم المسلسل في 15 حلقة؟
كان من المفترض أن أقدّم مسلسلًا آخر هو "جدايل"، لكن تم تأجيله لضيق الوقت، لأنه من الصعب تصويره في شهر ونصف الشهر، فعندما ظهر البديل مسلسل "وعود سخية" كان الحل أن يُقدم في 15 حلقة بشكل مُتقن.
صورتِ العمل في مناطق شعبية حقيقية، كيف كان رد فعل الجمهور هناك؟
نعم صورنا في مناطق "بولاق الدكرور، والحطابة، وشبرامنت" بمحافظة الجيزة، فمثلًا في تصوير مشاهدي بمنطقة بولاق الدكرور كنت متدفئة بالناس وسيدات الحارة الشعبية، وتعرفت على الكثير من الشخصيات، مثل عم عبده القهوجي، وعندما نصور مشهد "خناقة" يلتف الجميع من حولنا ويلتزمون الصمت حتى انتهاء المشهد، ثم يقولون "أحسنتِ يا أستاذة" ويقدمون لي نصائح وجملًا حوارية في المواقف، فكان هناك تفاعل كبير، وشعرت أن الجمهور يحتضنني بمشاعر دافئة.