خطوات جادة اتخذتها "قمة الاتحاد الأوروبي" التي انعقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل خلال اليومين الماضيين؛ من أجل مواصلة دعم أوكرانيا واستمرار مدها بالسلاح، ومناقشة استراتيجية تنامي العلاقات "الروسية- الصينية"، واحتمالات تزويد "كييف" بقذائف لاسترداد أراضيها، لكن لم تغب عن القمة أصوات تطالب بضرورة وقف التصعيد والعودة إلى مائدة المفاوضات عن طريق المبادرة الصينية.
ما أهم مخرجات القمة؟
بحسب سلامة عطا الله، مُراسل "القاهرة الإخبارية" من بروكسل، إنَّ أهم مخرجات قمة الاتحاد الأوروبي، الموافقة على شراء مليون قذيفة مدفعية من (عيار 155 مليم)؛ من أجل إرسالها إلى أوكرانيا خلال عام، لكن اللافت في هذه القمة تغير اللغة الأوروبية تجاه الصين، خصوصًا أنهم بدأوا يبحثون عن عمق هذه المبادرة التي طرحتها بكين بشأن حلَّ الأزمة الأوكرانية.
وأوضح "عطا الله" خلال رسالة على الهواء بقناة "القاهرة الإخبارية"، أنَّ رئيس الوزراء الإسباني، من المُقرر أن يذهب إلى جمهورية الصين ويبحث بشكل مباشر أبعاد المبادرة، ما يُشير إلى أن الأوروبيين لديهم الرغبة في تطوير الرؤية لدور الصين، كما أنه من المتوقع أن يزور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية الصين الأسبوع الأول من شهر أبريل.
وأكد أنَّ الأوروبيين يعتقدون أن تقاربهم مع الصين يمنع تقديم مساعدات إلى روسيا تمكنها من الإفلات من العقوبات، فالأوروبيون لا يمكنهم الاستغناء عن بكين، خصوصًا بعد دخولهم في واقع أزمات اقتصادية قوية وتظاهرات داخل بعض الدول والحكومات الهشة.
صمود الاتحاد الأوروبي
زهوان شين، المحلل العسكري الفرنسي، قال إنَّ مواصلة الأوروبيين تسليم الأسلحة والقذائف مهم بالنسبة لأوكرانيا، ودليل على صمود الاتحاد الأوروبي لإنهاء الحرب وتحقيق التقدم في ميدان المعركة، مُشيرًا إلى أنَّ التأكيد على مواصلة تسليم السلاح لـ"كييف" أحد مكاسب قمة الاتحاد الأوروبي.
وذكر "شين" أنَّ الدول الأوروبية ليس لديهم نفس الموقف تجاه أوكرانيا، فهناك العديد من الدول مُختلفة في الرأي، لكن تتفق على أن "كييف" بوابة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وطالب بضرورة التعامل مع الأزمة الأوكرانية، وفقًا للقانون الدولي.
تصعيد خطير
ويرى عبدالمسيح الشامي، أستاذ العلاقات الدولية، أنَّ مخرجات القمة ستكون لها تداعيات سلبية؛ بسبب مواصلة دعم "كييف" بالأسلحة وتصعيد خطير للأزمة "الروسية - الأوكرانية"، مضيفًا في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية" أنَّ الدعم لن يغير كثيرًا في ميدان المعركة؛ لأن الطرف الآخر سيرفع من مستوى التسليح الروسي، خصوصًا أنها تمتلك ترسانة سلاح أقوي من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأكد أنَّ المعادلة تصب في صالح روسيا مهما أرسل الاتحاد الأوروبي من أسلحة، ما يضيف عبئًا كبيرًا على الأوروبيين الذين يعانون من أزمات اقتصادية ومالية ضخمة، مُشيرًا إلى أن الدول الأوروبية تضخ الكثير من المليارات لصناعة الأسلحة، رغم عجزها عن توفير المستلزمات الأساسية لشعوبها، وذكر أن القرارات التي اتخذتها القمة لا تنعكس على دول أوروبا إلا سلبًا، ولا تصب في صالح المسألة الأوكرانية والاتحاد الأوروبي.
قوة التحالف الأوروبي
اختلف كورماك سميث، المُستشار السابق لخارجية أوكرانيا، مع رؤية، عبدالمسيح الشامي، أستاذ العلاقات الدولية، للقمة، إذ قال في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية" إنَّ الجيش الأوكراني تمكن من تدمير القوات الروسية وقتل 170 ألفًا منذ 2014 وحتي فبراير 2023 وخسر الروس أكثر من 1000 دبابة ومدرعة، فضلًا عن استخدامها دبابات قديمة تعود للخمسينيات.
وبحسب "سميث" فإن حزمة الدعم التي أعلنها الاتحاد الأوروبي كان لها شأن كبير لتحقيق التقدم بالجانب الأوكراني، كما سيساعد قرار الاتحاد الأوروبي تقديم مليون قذيفة على مدار العام الجديد إلى "كييف" أكثر في اتجاه التقدم بميدان القتال، وذكر أن التحالف بين الأوروبيين ظل قويًا ومتماسكًا حتى الآن.
وأشار إلى أنه ليس هناك دليل حتى الآن يؤكد خروج الشعوب الأوروبية في مظاهرات اعتراضًا على دعم أوكرانيا، لافتًا إلى أن روسيا تريد محو الشعب الأوكراني، وأولى خطوات دعم "أوكرانيا" تحقيق الديمقراطية وعملية السلام لـ40 مليون شخص.