الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الفنان الإماراتي عادل بن سيفان: تعلمنا الفن على يد المصريين

  • مشاركة :
post-title
الفنان الإماراتي عادل بن سيفان

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

فضّلت المسرح عن كل شىء.. وحب الناس عوّضني بعد عطاء 45 عامًا للفن
‏درست أداء نور الشريف ومحمود ياسين في مسرحية "رحلة حنظلة" وحققت نجاحًا بعد إعادة تقديمها

عشق الفنان الإماراتي القدير عادل بن سيفان، المسرح منذ نعومة أظافره وأعطى له من روحه وطاقته، وفضّله عن أشياء كثيره منها مجال عمله الرئيسي، وإخلاصه للفن والمسرح عطّله عن تدرجه في المناصب العليا.

مجهود عادل بن سيفان في مجال المسرح لم يذهب هباءً، فبعد رحلة عطاء امتدت لأكثر من أربعة عقود ونصف العقد، حصد ثمار ما زرعه، بتكريمه في الدورة 32 لمهرجان أيام الشارقة المسرحية، باختياره كأفضل شخصية محلية.

‏مشاعر من السعادة ممزوجة بالفخر سيطرت على عادل بن سيفان بعد تكريمه وهو يعتلي منصة التتويج في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، ليمر أمامه شريط من الذكريات، التقطه موقع "القاهرة الإخبارية" خلال حوار معه حول هذا التكريم، الذي رأى أنه جاء تعويضًا له بعد أن أفنى حياته في العمل بالمسرح والفن، لدرجة أن البعض أكد أن هذا التكريم تأخر.

وقال "بن سيفان": "فوجئت بأن زملائي يعتقدون أنني كرّمت في الدورات السابقة، لذا رأوا أن هذه الخطوة تأخرت كثيرًا، لكنني كنت أقول لهم إن سمو الشيخ محمد بن سلطان القاسمي كان يكرمني منذ أول دورة بالمهرجان وحتى الآن بدعمه لي ولكل زملائي بمنحنا الميزانية للعمل بالمسرح، ليس فقط لفرق الشارقة ولكن لكل مسارح دبي أيضًا، فهو يقوم بدعمنا ماديًا وإعلاميًا ومعنويًا، وأتذكر أنه قال لنا ذات مرة "أي فنان منكم تعثرت عليه الأمور ووجد صعوبات في عمله، ومنع المسؤولين له من الشغل في المسرح، فيتواصل معي لأعطي توجيهاتي للمسؤولين بالسماح بالتفرغ للمسرح"، والحقيقة أن هذا الموقف النبيل ليس بغريب عليه، فالشيخ محمد بن سلطان القاسمي كان أول من يمثل في الإمارات في الخمسينيات ويحب مصر جدًا، وهو رجل مؤرخ وإنسان وفيلسوف".

البداية

‏ثمة شيء داخلي كان يحرك "بن سيفان" في خطواته بمجال الفن، فاسترجع مع التكريم ذكرياته في العمل المسرحي والذي بدأ قبل أكثر من 4 عقود، ويقول عنها: "في البداية لم يكن هناك مسرح في دبي منذ التحقت بجمعية دبي للفنون الشعبية، فتقدمنا باقتراح إلى رئيس الجمعية آنذاك لإنشاء مسرح، وبالفعل توجه بطلب لحاكم دبي، وأنشأ مسرحًا مكشوفًا لنقدم بعد ذلك عروضًا خلال الفترة من عام 1976 حتى 1979، ثم طلبنا بعد ذلك إنشاء مسرح كبير مُغطى وبالفعل تم تدشينه، وبدأت رحلتنا في التعلم من كل المخرجين الذين وقفوا بجوارنا حتى جاءت الفرصة بعمل ورشة للمسرح عام 1982 التي اعتبرها أكاديمية، وليست مجرد ورشة، نقطع وقتًا طويلًا يوميًا في العمل بالمسرح من الصباح وحتى منتصف الليل لدرجة أننا تركنا كل شيء من أجله".

تحديات

وعن التحديات التي قابلته في بداية حياته بالمسرح قال: "الصعوبة الأولى التي تواجه أي فنان بأي مكان بالعالم هي الميزانية، ففي مرحلة الشباب كنا ندفع أموالنا لكي نصرف على المسرح ونضحي من أجل الفن، وننظر للمسرح بأنه حياتنا وتركنا أشياء كثيرة من أجله، فكان من المفترض أن أتقلد مناصب عليا في وظيفتي كمدير عام وأتدرج لأصل لرتبة لواء بشرطة دبي، التي مازلت أعمل بها، لكن تعبي بالمسرح عوّضني عنه حب الناس وتقديرهم لي واكتسبت منه التواضع والابتسامة ومحبة الناس لي".

‏دور المصريين

‏ يشير عادل بن سيفان إلى دور المصريين في تعليمه المسرح ويقول: "تعلمت على يد الفنانين المصريين في هذه الورشة، وحتى قبلها كان كل أساتذتنا من المصريين سواء مدرسين أو مهندسين أو أطباء وغيرهم، فالمصريون لهم بصمة وعلامة في حياتنا وعلى مستوى الوطن العربي، فضلًا عن أن اللهجة المصرية هي لغة حب، ومفهومة عند الآخرين، حتى إننا نفهم اللكنة الصعيدية رغم صعوبتها بفضل الدراما والفن المصري الذي نشاهده، ومازلنا نتعلم منه ومن المسرح المصري الكثير".

‏ويسترجع بن سيفان ذكرياته في تقديم مسرحية سبق أن قام ببطولتها الفنانين نور الشريف ومحمود ياسين ليقول عن ذلك: "قدمنا في حقبة التسعينيات مسرحية "رحلة حنظلة" للكاتب الكبير عبد الله ونوس من سوريا، واشتركنا في مهرجان دمشق وقال لنا الكاتب "ونوس" إن هذا النص قدمه نجوم كبار من مصر مثل محمود ياسين ونور الشريف، وقال لنا نصًا "أتعرفون معنى أن تأخذوا نص قدمه كبار وأنتم مازلتم شباب في بداية طريقكم؟!"، وقد أخافتنا هذه الجملة فحرصنا على الفور على مشاهدة النص المسرحي المصري وأخذنا منهم طريقة الأداء والحركات وعندما ذهبنا للمهرجان، وجاء لمشاهدة العرض قال لنا جملة ستظل وسامًا على صدري "الآن وجدت حنظلة" في دلالة على أن العرض نال إعجابه، لذا أتوجه بالشكر لكل أساتذتنا من المصريين الذين كان لهم بالغ الأثر في الإماراتيين والوطن العربي كله".

‏تطور المسرح الإماراتي

‏قدّم عادل بن سيفان رحلة عطاء لأكثر من 45 عامًا في مجال الفن، وعن رأيه في المسرح الإماراتي يقول: "عشقت المسرح وعشت فيه، والمسرح الإماراتي تقدم بشكل ملحوظ، وبالنسبة لتجربتي فكنت مهمومًا بمسرحي في الإمارات، ولم أخرج عنه إلا في 4 أعمال تقريبًا، فيزيد عدد أعمالي في المسرح نحو 40 عرضًا، كما قدمت الكثير من الأعمال في التلفزيون والإذاعة والسينما".

‏فيلم عن كورونا

عالج عادل بن سيفان فترة وباء كورونا في فيلم سينمائي حقق نجاحًا جماهيريًا، يقول عنه: "قدمت فيلمًا سينمائيًا في وقت كورونا حمل اسم "عائلة عن بُعد" والحمد لله نجح العمل مع الجمهور عند عرضه في السينما، ولكنه لم يعرض بعد على اليوتيوب".

‏رغم إلمام عادل بن سيفان بمجال التمثيل والإخراج، لكنه لم يخرج أي أعمال فنية، ويقول عن سبب عدم اتجاهه للإخراج: "عندي هاجس نحو الإخراج، فرغم أنني أريد تقديمه لكنني لا أرغب في أن أشتت نفسي فكما نقول باللغة العامية "صاحب بالين كذاب"، ولذلك فأنا أعشق التمثيل أكثر من الإخراج".

الكوميديا

وحول حصر المخرجين له في أدوار كوميدية يقول: "أنا شخصية كوميدية لكن وجهي يبدو عليه الجدية الشديدة، فمنحي أدوار كوميدية جاء لشعور المخرجين بشخصيتي الداخلية، بينما شكلي جاد جدًا ولكنني شخصية مرحة".