تشهد عدة مدن فرنسية موجة احتجاجات تصبغت في أحدث تطوراتها وأشدها ضيقًا بقانون ماكرون لإصلاح نظام التقاعد، بأعمال شغب وتمرد، لا سيما في ساحة كونكورد بالعاصمة باريس، ما استدعى من شرطة العاصمة التدخل لفض التجمهر ومحاولة ضبط الأمن في الميدان.
احتجاجات غاضبة
وتجمع آلاف المتظاهرين، في وقت مبكر من مساء اليوم الخميس، في ساحة كونكورد قلب باريس، للاحتجاج على إصلاح نظام التقاعد، وإطلاق المادة 49.3 المتنازع عليها بشدة، التي مكنت الرئيس الفرنسي من تمرير القانون الذي لم يلق قبولًا لدى العديد من الفرنسيين، في غياب الأغلبية المؤكدة، أمر اعتبره البعض اختيار ماكرون "القوة" بدلًا من الديمقراطية.
رغم اعتماد واسع في مجلس الشيوخ الفرنسي، فعّلت إليزابيث بورن، رئيسة الوزراء، اليوم الخميس، المادة المتنازع عليها من الدستور لتمرير نص مشروع قانون إصلاح المعاشات التقاعدية المعني برفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا، دون عرضه على التصويت في الجمعية الوطنية "مجلس النواب"، في إعلان أثار استهجانًا داخل الجمعية، وترك آثارًا أسوأ في الشارع الفرنسي.
شرطة باريس تتدخل بالغاز وخراطيم المياه
ودخلت الشرطة في ساعة مبكرة من مساء الخميس، ساحة الكونكورد، حيث تجمع آلاف المتظاهرين للاحتجاج على إصلاح نظام التقاعد، بحسب وكالة فرانس برس.
واحتجزت الشرطة الفرنسية محتجين لإصلاح نظام التقاعد، قرب ساحة الميدان، بعد أن أطلقت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق التجمهر الذي أقدم بعض أفراده على أعمال تخريبية، وفق ما ذكرت "فاكتل نيوز" .
وقالت شرطة باريس: "تحركت الشرطة، لا سيما بخراطيم المياه، بعد محاولة تدمير موقع المسلة في وسط الميدان، تسببت هذه التدخلات في حركات جماهيرية كبيرة في الميدان"، بحسب وكالة فرانس برس.
أعمال شغب وتمرد
وإلى جانب إفادة شرطة العاصمة الفرنسية، أظهرت بعض الصور المتداولة للاحتجاجات بمواقع صحفية فرنسية، أعمال شغب أقدم عليها المحتجون بميدان كنكورد، وعدة مدن أخرى، إذ حاول البعض تخريب المسلة المتواجدة بالساحة، وإلحاق الأذى بالمنشآت العامة.
وبحسب صحيفة "لو سوار" الفرنسية، في مدينة مرسيليا، حطم شباب مقنعون نافذة أحد فروع البنك ولوحة إعلانات، بينما أشعل آخرون النار في صناديق القمامة وهم يرددون صرخات "تسقط الدولة والشرطة وأصحاب العمل".
مظاهرات في جميع أنحاء فرنسا
ولم تقتصر الاحتجاجات على ساحة كونكورد، وطالت عدة مدن فرنسية، إذ تظاهر قرابة 1500 شخص، في أميان، واضطرت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع، بحسب إفادة رسمية للمحافظة.
وفي ديجون، تجمع 700 شخص، وهاجم البعض الشرطة وألحقوا أضرارًا بالمدينة، وأقدمت شابة على حرق صورة للرئيس ماكرون كانت تحملها، بحسب إفادة للمحافظة.
وتجمع نحو 300 شخص، في بوردو، كما نُظمت تجمعات عفوية في ستراسبورج قوامها 500 شخص، وفقًا لبيان مقتضب للشرطة، إذ تُركت أكياس القمامة أمام المحافظة، وفق صحيفة "لو سوار" الفرنسية.
حراك السبت
ومن شأن الوتيرة العنيفة التي تشهدها احتجاجات اليوم، أن تصعّد من حراك كانت تعتزم النقابات استعراض قوتها فيها، السبت المقبل، بعد التعبئة القياسية التي سجلت الثلاثاء الماضي، بمشاركة من 1.3 إلى 3.5 ملايين فرنسي إلى الشوارع، بحسب "لو سوار" الفرنسية.
ما زالت الاحتجاجات العمالية متواصلة في فرنسا بعد مصادقة مجلس الشيوخ الفرنسيي، على مشروع رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا.