تواجه المنطقة العربية أزمات متشابكة، ما بين الحروب والكوارث الطبيعية، وتتحمل المرأة العربية العبء الأكبر لهذه الأزمات، فقد شهد العام الماضي نزوح أكثر من 100 مليون شخص في المنطقة "غالبيتهم من النساء والأطفال". وتم إجبار نحو 22 مليون شخص على عبور الحدود كلاجئين، بينما لا يزال أكثر من 52 مليونا نازحين داخل بلدانهم. وفق تقرير الأمم المتحدة.
ومن جانبها قالت ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان إن هناك عددًا من القضايا التي تتسم بأهمية قصوى في العالم حاليًا هي قضايا الطاقة، قضايا السلم والأمن، والقضايا الاقتصادية، مضيفة أنه في المحاور الثلاثة فالنساء عادة مهمشات.
ولفتت المسؤولة الأممية إلى أن هناك تركيزًا على تقليل وفيات الأمهات، حيث تزيد وفيات الأمهات في الأزمات نتيجة عدم إمكانية الوصول لخدمات الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تأخر وصول المواد الطبية وتحضير المستشفيات والمراكز الطبية لإجراء عمليات الولادة بشكل سليم، لافتة إلى أن هناك توقعات بإنجاب ما يقارب 37 ألف امرأة في غضون الأشهر الثلاثة القادمة في المناطق المتأثرة بالزلازل في سوريا.
وأضافت ليلى بكر، أن قضايا المرأة السورية ستكون واحدة من الأولويات التي نركز عليها، خاصة وأن الزلزال جاء بعد 12 سنة من أزمة سياسية وصراع قد تفاقم، ما استنزف الموارد القليلة المتبقية، لافتة إلى أنه تم تسجيل حوالي 130 هزة ارتدادية بعد الزلزال، وقد أثر ذلك على سلامة الناس، وبالتالي فالناس يشعرون بأن الاستجابة لم تكن سريعة بما يكفي، ونأسف لهذا الشعور.
وأكدت المسؤولة الأممية أن هناك محاولات لتسليط الضوء على كيفية التعامل مع الأزمات المعقدة مثل الأزمة في سوريا، والقضايا الإنسانية المرتبطة بالنساء مثل الحماية من العنف والأماكن المكتظة نتيجة النزوح، والتعامل مع النزوح بشكل عام.
ولفتت المسؤولة الأممية إلى أن قضية التغير المناخي قضية مزمنة، ولكن دعنا نربط ما بين تغير المناخ والأزمات التي تحدث في المنطقة العربية، مشيرة إلى زيارتها للصومال وأماكن النزوح نظرًا لتواجد الأغلبية الساحقة فيما يسمى بالمخيمات، وغالبية الموجودين في هذه المخيمات هم من النساء والأطفال.