قالت البعثة الدبلوماسية الروسية في جنيف إن المفاوضات بشأن تمديد محتمل لاتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود بدأت اليوم الاثنين، بين مسؤولين في الأمم المتحدة ونائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين، حسبما ذكرت "رويترز".
وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود، التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا بين روسيا وأوكرانيا في يوليو الماضي، إلى الحيلولة دون وقوع أزمة غذاء عالمية من خلال السماح بتصدير الحبوب بأمان من ثلاثة موانئ أوكرانية بعدما تسبب الغزو الروسي في توقف التصدير لفترة.
ويحين موعد تجديد الاتفاق في 18 مارس الجاري، بعد ما سبق تمديده لمدة 120 يومًا في نوفمبر 2022.
وألمحت موسكو بالفعل إلى أنها لن توافق على التمديد إلا إذا رُفعت القيود التي تؤثر على صادراتها، لكن العديد من الدبلوماسيين والمسؤولين الكبار، ومن بينهم وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، متفائلون بتجديد الاتفاق.
ويقول مسؤولون روس إنه على الرغم من أن الصادرات الزراعية للبلاد لم تُستهدف صراحة من قِبل الغرب، فإن العقوبات المفروضة على قطاعات المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين لديها، حدّت من قدرتها على تصدير الحبوب والأسمدة.
ووصلت ريبيكا جرينسبان، أكبر مسؤولة تجارية بالأمم المتحدة، ومارتن جريفيث مسؤول تنسيق المساعدات بالمنظمة، إلى مقر الأمم المتحدة الأوروبي في جنيف صباح اليوم الاثنين دون الإدلاء بأي تعليق.
وقال مصدران معنيان بالمحادثات إنه كان في البداية مقررًا يومًا واحدًا للمحادثات، لكن يمكن تمديدها إذا اقتضت الحاجة.
وأدت الأنباء بشأن المحادثات إلى انخفاض أسعار القمح والذرة، التي تعد أوكرانيا مُصدرًا رئيسيًا لهذين النوعين من الحبوب.
وقال مات أميرمان، مدير إدارة مخاطر السلع في ستون إكس: "شهدت أسواق القمح والذرة تراجعًا بشكل أكبر اليوم مع بدء المحادثات بشأن تمديد اتفاق الشحن الآمن للصادرات الأوكرانية".
وأضاف: "لأن أوكرانيا دولة مصدّرة كبيرة للقمح والذرة، فإمداداتها حيوية للأسواق العالمية".
وانخفضت أسعار القمح في بورصة شيكاغو التجارية 0.9% لتصل إلى 6.73 دولار وثلاثة أرباع السنت للبوشل، كما تراجعت العقود الآجلة للذرة 1% إلى 6.11 دولار وربع السنت للبوشل.
وذكر أميرمان: "أعتقد أن هناك توقعات في أسواق الحبوب بأن الاتفاق سيُمدد مع حلول الموعد النهائي بعد أيام قليلة من الآن".
وأردف قائلًا "ربما لا تحصل روسيا وأوكرانيا على كل ما تريدانه، لكنني أعتقد أن الدول المستوردة تمارس ضغوطًا من خلف الكواليس لتمديد اتفاق الشحن".
وتعد الصين أكبر مستقبل للحبوب التي يتم شحنها عبر هذا الممر.