انطلقت فعاليات المؤتمر العلمي الثالث والاجتماع السادس لشبكة ترصُّد العدوى التنفسية الحادة، اليوم الإثنين، بالعاصمة العًمانية مسقط، لمناقشة التأهب للأوبئة والجوائح في إقليم شرق المتوسط، والذي ينظمه المكتب الإقليمي للصحة العالمية في الشرق الأوسط، بالتنسيق مع وزارة الصحة في السلطنة، ويستمر على مدار ثلاثة أيام.
ووفق بيان منظمة الصحة العالمية، يأتي موضوع المؤتمر هذا العام بشأن "تحسين التأهُّب، والكشف المبكِّر، والتصدي السريع للأمراض التنفسية"، ويعكس ذلك التوصيات الصادرة عن الاجتماع السابق لشبكة ترصُّد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط، والمؤتمر العلمي للدول الأعضاء، ومنظمة الصحة العالمية، والشركاء، من أجل تعزيز خطط هذه الأطراف للتأهُّب للإنفلونزا الجائحة.
وأشار البيان الى أنه ستشهد الأيام الثلاثة (من 13 إلى 15 مارس) مناقشات مكثفة، بمشاركة أكثر من 200 متحدث ومشارك من وزارات الصحة والخبراء الإقليميين والعالميين، علاوة على منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة.
من جانبه، أثني الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، على الجهود المضنية التي بذلتها شبكة ترصُّد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط في السنوات الأخيرة، لا سيّما في أثناء جائحة كوفيد-19، وسلَّط الضوء في كلمته الافتتاحية على أن مؤتمر شبكة ترصُّد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط هذا العام يُعقَد في وقت حرِج، لأن الإقليم يواجه العديد من حالات الطوارئ الواسعة النطاق الناجمة عن الصراعات وكوارث طبيعية كبرى وانعدام الأمن الغذائي والعديد من الفاشيات.
وشدَّد "المنظري" على أهمية التعزيز المستمر لترصُّد الأمراض ونُظم الإنذار المبكر من أجل الكشف المبكر عن فاشيات الأمراض التنفسية، ولا سيما في حالات الطوارئ المعقدة كتلك التي تواجهها عدة بلدان في إقليم شرق المتوسط.
فيما أشاد الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، بجهود المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية والشركاء والعاملين في مجال المراقبة والكشف المبكر ، وأكد أن المؤتمر العلمي الثالث والاجتماع السادس لشبكة ترصُّد العدوى التنفسيّة الحادة في إقليم شرْق الـمُتوسط هو انعكاس حقيقي لرؤية منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط لعام 2023، إذ يكون التأهب المبكر - لا سيما في سياق حالات الطوارئ المتطورة - في صميمه.
ومن جهته، أكد الدكتور سعيد اللمكي، وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية في سلطنة عُمان، في كلمته الافتتاحية، أن مؤتمر شبكة ترصُّد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط 2023 واجتماعها فرصة لإبراز الوحدة والتكاتف ضد التهديد المستمر للأمراض التنفسية التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة وجوائح، بالإضافة إلى الاستفادة من الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19.
وأشار إلى أن جميع الأطراف قد عانت انتكاسات مريرة شديدة الوقعة، ولكن الأزمة دفعتنا أيضًا إلى زيادة الاستثمار في استراتيجيات الوقاية وإلى التحلي بمزيد من اليقظة بشأن فيروسات تنفسية أخرى يمكن أن تسبب جوائح.
وأكد الدكتور ديفيد إي وينتورث، رئيس قسم ترصد الفيروسات وتشخيصها، بشعبة الإنفلونزا، في مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أن "الاستجابة العالمية لفيروس كورونا-سارس-2 كانت غير مسبوقة. فلقد وجدنا أنفسنا، كشبكة عالمية، أمام تحدٍ يستلزم التكيف بسرعة مع مرضٍ مستجدٍ، والقدرة على الاستفادة بمرونة من قدراتنا الموجودة بالفعل، وتوسيع ما أنفقنا سنوات عديدة في إنشائه وتعزيزه توسيعًا كبيرًا".
وأشار إلى أن منصات ترصد الإنفلونزا على مستوى العالم أدت دورًا محوريًا شديد الأهمية في التصدي لكوفيد-19.
فيما أكَّد الدكتور عبد الناصر أبو بكر، مدير وحدة إدارة مخاطر العدوى بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية وممثل المنظمة في لبنان، مجددًا ما تقدمه المنظمة من دعم إلى البلدان للوقاية من الأمراض المعدية المستجدة والمعاودة للظهور ومكافحتها، مع التركيز الشديد على تعزيز الترصُّد من أجل التنبؤ بالأمراض واكتشافها المبكر وتحديدها والتصدِّي لها، بالإضافة إلى وضع استراتيجيات مسنَدَة بالبيِّنات للوقاية من مخاطر الأمراض المعدية وإدارتها.
ووفق بيان المنظمة الأممية، فإنها ستواصل تقديم الدعم لتحسين الترصُّد للعدوى التنفسية الحادة الوخيمة والأمراض الشبيهة بالإنفلونزا في جميع بلدان الإقليم؛ ويعكف 21 بلدًا من أصل 22 بلدًا في الوقت الحالي على تنفيذ ترصُّد العدوى التنفسية الحادة الوخيمة والأمراض الشبيهة بالإنفلونزا بطرق وسمات متطورة لجمع البيانات وتحليلها.
وأضاف البيان أنه في ضوء الأولويات الإقليمية القصوى بشأن الأوضاع الإنسانية لعام 2023، فإن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ملتزم بتعزيز قدرات البلدان على الوقاية من فاشيات الأمراض مثل تلك الناجمة عن مسببات الأمراض التنفسية وغيرها من الطوارئ الصحية واكتشاف هذه الفاشيات والتصدي لها، مع التركيز الشديد على البحوث وإعداد البينات.