الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مفوض "الأونروا": الزلزال والحرب الروسية الأوكرانية زادا معاناة اللاجئين الفلسطينيين

  • مشاركة :
post-title
فيليب لازاريني مفوض عام الأونروا

القاهرة الإخبارية - أجرت الحوار هند المغربي تصوير عمرو حطب

تعتبر مشكلة اللاجئين الفلسطينيين من أكثر القضايا الإنسانية إلحاحًا، إذ يعيش معظمهم في ظروف صعبة، كما يعتمد أغلبهم على المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وخلال زيارته مصر للمشاركة بالجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، التقى فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، عددًا من المسؤولين لتسليط الضوء على ملف اللاجئين الفلسطينيين.

"القاهرة الإخبارية"، أجرى حوارًا مع المفوض العام للأونروا، تحدث خلاله عن التحديات التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة، وتأثير الأزمة الأوكرانية على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية لهم، بالإضافة إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان.

إلى نص الحوار..

ما أهم الموضوعات على جدول زيارتك مصر؟

أشارك سنويًا في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وأراه فرصة جيدة للتعاون مع ممثلي الدول العربية والشخصيات العامة، وقد وضعت التحديات التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين على طاولة المناقشات خلال لقائي مع أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، هذا بالإضافة إلى لقائي وزير الخارجية المصري سامح شكري، وفي كل زيارة يتم مناقشة ملف اللاجئين الفلسطينيين للوصول إلى حلول مستدامة لمحنتهم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجههم.

كيف ترى الدور الذي تلعبه مصر في دعم اللاجئين الفلسطينيين والأونروا؟

مصر دائمًا مصدر دعم قوي ومؤثر في المنطقة العربية، ولها دور مهم في دعم اللاجئين الفلسطينيين وحشد الدعم، بما فيه الدعم السياسي لوكالة "الأونروا".

والدعم المستمر يؤكد التزام مصر بالقضية الفلسطينية ومساعدتها للوكالة، ولقائي مع ممثلي الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية يساعد في تسليط الضوء على التحديات التي تواجه "الأونروا" التي بالضرورة تؤثر سلبًا على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

ما أهم المناقشات التي تم طرحها في لقائك بأمين عام جامعة الدول العربية؟

ناقشت مع أمين عام جامعة الدولة العربية سُبل تعزيز وإمكانية حشد مستوى أعلى من المساعدات المالية والسياسية من الدول العربية للاجئين الفلسطينيين، ومواجهة التحديات التي تمر بها الوكالة، وهي الهيئة الأممية المعنية باللاجئين الفلسطينيين، وتسليط الضوء على أهمية دعم اللاجئين الفلسطينيين من قِبل الدول العربية ليس سياسيًا فقط إنما لا بد من أن يترجم إلى دعم مادي مستدام.

فالدعم المالي هو ما يسمح لوكالة "الأونروا" أن تقدم خدمات أساسية، مثل التعليم للأطفال وللشباب اللاجئين الفلسطينيين في مدارس الأونروا، وفي مراكز التأهيل المهني، بالإضافة إلى خدمات الصحة العامة والخدمات الاجتماعية.

ومن أهم الموضوعات التي تم وضعها على طاولة المناقشات، أن العام المقبل ستكمل الوكالة 75 سنة على إنشائها، لذا ناقشنا ضرورة أن يتم وضع خطة مستقبلية لاستدامة التمويل للوكالة الأممية، وجعل خدماتها مستمرة لأكثر المجتمعات ضعفًا، وهو مجتمع اللاجئين الفلسطينيين.

تابعنا بحزن الكوارث التي خلّفتها الزلازل المدمرة في سوريا وتركيا.. ما مدى تأثيرها على آلاف اللاجئين الفلسطينيين؟

لدنيا مخيمان في حلب وواحد في اللاذقية، وقمت بزيارة حلب قبل أسبوعين من وقوع الزلازل، وكانت بالفعل تعاني منذ سنوات طويلة من الصراع، وزاد الزلزال المدمر معاناة الشعب السوري واللاجئين هناك؛ فاضطررنا لفتح المدارس لإقامة اللاجئين المتضررين من الزلازل، وهناك نحو 700 شخص ينامون في مدرسة تابعة للأونروا في اللاذقية. إننا نعتمد على مساعدات شركائنا في مساعدة لاجئي فلسطين في هذا الوقت الذي تشتد فيه الحاجة.

وأطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) نداءً عاجلًا بمبلغ 16 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية واحتياجات التعافي المبكر للاجئي فلسطين الذين تضرروا جراء هذه الكارثة الطبيعية في سوريا ولبنان.

وكونها من أوائل المنظمات الإنسانية الموجودة على الأرض، قدمت الأونروا خدمات الإغاثة الطارئة التي تشمل الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والعقلية، والمعونات الغذائية والنقدية والمواد غير الغذائية، والإسكان للاجئي فلسطين في حلب واللاذقية. وتسببت الزلازل أيضًا في إلحاق أضرار بالمساكن والبنية التحتية الضعيفة أصلًا في مخيمات لاجئي فلسطين في لبنان، بما في ذلك المرافق الطبية والتعليمية وأبراج المياه.

إن هذا النداء العاجل المحدّث سيمكّن الأونروا من دعم لاجئي فلسطين المتضررين بالمساعدة النقدية وغير الغذائية حتى أغسطس 2023. ويسعى النداء أيضًا إلى الحصول على تمويل لإعادة تأهيل مباني الأونروا ومنازل لاجئي فلسطين التي دمرت أو تضررت جراء الزلازل.

مفوض عام الأونروا فى حديثه للقاهرة الأخباريه

ما خطة عمل الأونروا لدعم اللاجئين في مواجهة التأثيرات المناخية؟

لدي الوكالة خطة للخمس سنوات المقبلة تستمر حتى 2028 لزيادة الاستدامة البيئية في الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وذلك من خلال جهود الوكالة في تطوير استخدام الطاقة الشمسية، وبدأناها ببعض المدارس التابعة للأونروا، لأن للوكالة أكثر من 700 مدرسة وفي نحو 140 مركزًا صحيًا، إذ تم بالفعل استخدام الطاقة الشمسية في بعض مراكز التقنية في غزة والأردن، ونخطط لتعميمها على باقي المنشآت التابعة للأونروا، كما نركز جهودنا على تقليل استخدام البلاستيك المستخدم في مواد الدعم الغذائي المقدمة من الوكالة للاجئين، ونسعى إلى خلق مساحات خضراء داخل المخيمات رغم اكتظاظها.

ما مدى تأثير تداعيات الحرب الأوكرانية وتزامنها مع جائحة كورونا المستمرة منذ ما يقرب من 3 سنوات على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين؟

فرضت الحرب الأوكرانية بالإضافة إلى تداعيات جائحة كورونا لـ3 سنوات متتالية معاناة جديدة على اللاجئين الفلسطينيين الذين يمرون أصلًا بأزمة اقتصادية، إضافة إلى المعاناة الإنسانية من الفقر المدقع وتصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية والحصار على غزة، بالإضافة إلى الصراع المستمر منذ 12 عامًا في سوريا، إذ خسر الكثير فرص عملهم ما أثر على دخلهم اليومي.

في ظل ارتفاع الأسعار الناجم عن التضخم الذي يشهده العالم.. ما تأثيره على تمويل برامج عمل الأونروا؟

يؤثر التضخم في الأسعار عالميًا على التكلفة التشغيلية لبرامج الأونروا وعلى أسعار السلع وشحنها، وذلك في ظل تدهور اقتصادي مستمر في البلاد المضيفة للاجئين في المنطقة (بسبب النزاع في سوريا والحصار على غزة والانهيار المالي في لبنان والركود الاقتصادي في الأردن). وذلك مع الزيادة الكبيرة في الأسعار وبالتالي ارتفاع تكلفه المواد الغذائية والوقود، إذ وصل ارتفاع الأسعار في غزة إلى ما بين 30% و40% ما أدى إلى زيادة كبيرة في احتياجات اللاجئين خاصة بعد ارتفاع أعدادهم وأيضًا مع ضعف التمويل. والحرب الأوكرانية صرفت نظر العالم عن قضية اللاجئين الفلسطينيين وعن احتياجاتهم، إذ إن معظم عمليات الدعم والتمويل تذهب بشكل أكبر للفارين من الحرب الأوكرانية.

وبسبب الحرب والوضع الاقتصادي المقلق هناك بعض الدول الممولة للوكالة بدأت في اتخاذ إجراءات تقشفية، فيما تؤثر جميع التداعيات سواء للكوارث الطبيعية أو النزاعات والحروب بشكل كبير على أوضاع اللاجئين وزيادة في أعداد اللاجئين الفارين من منازلهم، ما يؤدي لتقسيم الموارد على عدد أكبر منهم.

قلق جدًا من حشد التمويل هذا العام على خلفية التحديات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم في ظل ارتفاع أعداد اللاجئين وزيادة احتياجاتهم هذا بالإضافة إلى العاملين في المجال الإنساني من وكالة الأونروا على أرض الواقع، فلدينا في " الأونروا " أكثر من 30 ألف موظف من بينهم عدد كبير من اللاجئين.

إلى أين وصلت الأزمة المالية التي تعاني منها الوكالة؟

تزداد الأزمة المالية لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين "أونروا" حدّة. فقد بدأت الوكالة عملها هذا العام مع ديون مرحّلة من العام الماضي تصل لـ70 مليون دولار، معظمها مدفوعات متأخرة. الوضع مقلق خصوصًا مع تدهور أحوال اللاجئين الفلسطينيين الذين بات معظمهم اليوم يعيش تحت خط الفقر ويعتمد بشكل كامل على خدمات الوكالة.

كيف تؤثر الأوضاع الاقتصادية الهشة على لاجئي فلسطيني في لبنان؟

قلق جدا إزاء الأوضاع في لبنان، حيث يعاني اللاجئ الفلسطيني أصلًا من التهميش وشُح فرص العمل والفقر، وهو ما زاد مع الانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه معظم الناس في لبنان اليوم. هناك تقارير تؤكد أن 90% من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر، وذلك وفق دراسة قامت بها الأونروا، إذ يعيش هؤلاء في حاله فقدان الأمل والخوف على مستقبل أبنائهم ومن عدم الاستقرار، ما يدفعهم نحو قوارب الموت عبر البحر علهم يجدون فرصًا أفضل إن لم يموتوا في الطريق.

كيف تتابع الأونروا الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؟.. وهل هناك تقارير أو توقعات بزيادة أعداد اللاجئين الفلسطينيين خلال الفترة المقبلة؟

نتابع عن كثب وبقلق التدهور الأمني في الضفة الغربية في الأسابيع الماضية وارتفاع عدد القتلى والجرحى في المخيمات، كما نتابع الأوضاع "المؤسفة" في الأراضي الفلسطينية من تصاعد للعنف مع ارتفاع نسبة الفقر وزيادة الاحتياجات، تزامنًا والتحديات الاقتصادية العالمية وارتفاع أسعار والأوضاع المعيشية المزرية التي يعيشها الفلسطينيون، مع توقعات كبيرة بزيادة عدد اللاجئين الفلسطينيين المعتمدين على المساعدات من الوكالة، شعرت بحزن شديد حينما أخبرتني معلمة خلال زيارتي لإحدى المدارس التابعة للأونروا " في أريحا الفلسطينية" عن مدى الذعر الذي يعيشه الأطفال ويشاهدونه بشكل شبه يومي من تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية.

ماذا عن أولويات خطة عمل الأونروا 2023 في ظل التحديات العالمية؟

الأولوية لدينا عام 2023 هو استمرار الخدمات المقدمة من وكالة "الأونروا" من خلال استمرار فتح المدارس والعيادات الطبية ومراكز الخدمات الصحية وتقديم خدماتها على أكمل وجه لتحسين مستقبل الشباب، وإحياء الأمل في نفوس اللاجئين الفلسطينيين للمستقبل وأن يكون هناك دعم مادي مستدام ويمكن التنبؤ به للوكالة.