الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عادل حمودة: اغتيال "السادات" جريمة سياسية هزت مصر والعالم

  • مشاركة :
post-title
محاكمة قتلة الرئيس "السادات" -أرشيفية -

القاهرة الإخبارية - محمد حسين

قال الكاتب الصحفي والإعلامي عادل حمودة، إنه في التاسعة والنصف من صباح يوم السبت 21 فبراير 1981، بدأت محاكمة قتلة السادات، إحدى محاكمات القرن العشرين، لأن المجني عليه رئيس جمهورية له مكانته دوليًا، والجريمة شهدها العالم لحظة ارتكابها على الهواء مباشرة، والجناة مجرمون غير تقليدين، تتراوح أعمارهم بين 18 و28 سنة باستثناء عبود الزمر 25 سنة وعمر عبد الرحمن 42 سنة، كان لأول مرة في تاريخ الجريمة السياسية في مصر بعد ثورة يوليو نجد أنفسنا أمام جريمة سياسية حقيقية لا تقبل الشك.

وأضاف "حمودة"، خلال برنامج "واجه الحقيقة"، الذي يعرض على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية"، أن كل الجرائم التي سبقت اغتيال السادات كانت تندرج تحت جرائم الشروع أو محاولة اغتيال، أو الشروع في قتل شخصية ما، أو محاولة قلب نظام الحكم.

وتابع أنه في استراحة ما بين الجلستين قال له العقيد بحري محمود عبد القادر رئيس النيابة العسكرية، إنها المرة الأولى في تاريخ القضايا السياسية التي يعامل فيها المتهمون بهذه الصورة الحسنة التي شهدوا بها علنًا، وبلغ حجم التحقيقات 754 صفحة، واعترف الإسلامبولى أنه هو الذي وضع خطة اغتيال السادات في العرض العسكري قبل تنفيذها بعشرة أيام، وتعهد أمير التنظيم محمد عبد السلام فرج بتوفير الذخائر وإبر ضرب النار.

وواصل "عادل حمودة": في التحقيقات أنكر عمر عبد الرحمن أنه أفتى باستباحة دم السادات، وعندما سئل بعض المتهمين في هذه النقطة قالوا إنهم فهموا منه ذلك، وفي استراحة المحاكمة نجحت في الوصول إلى قفص المتهمين وأجريت حوارًا سريعًا معهم نشرته مجلة "روز اليوسف" على غلافها بالكامل وتناقلته وكالات الأنباء العالمية، فيما بعد قضت المحكمة بإعدام خالد الإسلامبولي رميًا بالرصاص، وأعدم باقي المنفذين شنقًا، وسجن عبود الزمر ومحمد عبد السلام فرج وعمر عبد الرحمن.

وذكر "حمودة" أنه شهد جلسات محاكمة قتلة الرئيس الأسبق أنور السادات، وفي صباح يوم الجلسة الأولى كان كل شيء هادئًا في محيط المحكمة العسكرية العليا على أرض المحكمة العسكرية في منطقة "الجبل الأخضر" شرق القاهرة، وأغلقت سيارات الشرطة العسكرية المصفحة منافذ الدخول إلى مدينة نصر، وزرعت مناطق تفتيش في تقاطعات الطرق الرئيسية، وتحول مرور السيارات المدنية إلى شوارع أخرى، وحامت في السماء طائرات هليكوبتر.

وأوضح أنه عند الدخول لقاعة المحاكمة، بدا خالد الإسلامبولي أقل حجمًا من حجمه في الصور التي نشرت بعد الحادث، وكان يرتدي "بلوفر" رماديا وقميصًا أزرق وبنطلونًا من قماش متواضع، وارتدي باقي المتهمين الجلباب بألوان مختلفة، أبيض، وأزرق، وبني، وارتدوا تحت الجلباب بلوفرات وقمصان، وارتدوا فوق الجلباب معاطف وسترات.

واستطرد "حمودة" أن عبود الزمر تميز وسط المتهمين بملابسه ورتبته العسكرية، وإن لم يضع شيئًا على رأسه، وحضر المتهم الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي التنظيم وهو يرتدي الملابس التقليدية للشيوخ، الجبة والقفطان، وظل محمد عبد السلام رئيس التنظيم وعقله المفكر جالسًا على الأرض معظم الوقت بسبب وضع ساقه في الجبس بعد أن تعرض لحادث قبل شهرين من وقوع الجريمة، وحاول أغلب المتهمين الظهور بمظهر اللامبالين، المزهوين بأنفسهم، المستخفين بكل شيء، وجوههم نحيلة تمتزج فيها الجرأة بالسذاجة.

واختتم "عادل حمودة": ابتسامتهم كانت باهتة، تمتزج فيها الثقة بالهستيريا، عيونهم غير مستقرة، حركتهم عصبية مضطربة، لكن الصورة تغيرت إلى حد كبير بعد بداية المحاكمة وشيئا فشيئا بدأت ملامح أغلبهم ترتبك، بدأ الهم يسيطر عليهم، شعروا أن الجريمة التي ارتكبوها ليست بهذا الاستخفاف الذي يتظاهرون به، فقد هزت هذه الجريمة العالم.