لا ينقطع الحديث عن صحة الرئيس بايدن صاحب الـ80 عامًا، ومدى قدرته على القيام بمهام الرئاسة الأمريكية، منذ دخوله البيت الأبيض، وحتى الآن.. خصوصًا مع تكرر ظهور علامات الشيخوخة عليه، والتلعثم في بعض المؤتمرات الجماهيرية، وتعثره أكثر من مرة أثناء صعود سلم الطائرة، وأخيرًا ما أعلن عنه طبيب البيت الأبيض كيفن أوكونور بأن الفحوصات التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن، في شهر فبراير الماضي، أكدت أن هناك ورمًا جلديًا تمت إزالته من صدره وكان عبارة عن سرطان خلايا قاعدية.
وقال الإعلامي إبراهيم الجارحي خلال برنامج "بالمنطق" الذي يذاع على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية" إن طبيب البيت الأبيض كان حريصًا على أن يوجه رسالة تطمينية، وقال إن جميع الأنسجة السرطانية تمت إزالتها بنجاح، ولا حاجة للمزيد من العلاج، لكن الرئيس الأمريكي سيبقى تحت المراقبة الطبية للأمراض الجلدية خلال خطة علاجية مستمرة، على الرغم من تعافيه الآن.
وأضاف أن هذه الرسالة لم تقنع خصوم بايدن "الجمهوريين" إذ صرّحوا بأن تصريحات طبيب البيت الأبيض لم تبدد المخاوف من صلاحية قيادة بايدن للولايات المتحدة، وإقناع الناخب الأمريكي بسلامة قدراته العقلية والجسدية على الاستمرار في منصبه أو على الأقل الترشح للولاية الثانية.
وأوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن إصابة "بايدن" بالسرطان، إذ أعلن في يوليو من العام الماضي عن إصابته بهذا المرض، وكان هذا خلال خطاب ألقاه بشأن الاحتباس الحراري في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، وتحدث عن الآثار الصحية للانبعاثات من مصافي النفط بالقرب من منزل طفولته في مدينة كليمونت التابعة لولاية ديلاوير، وقال: "لهذا السبب أنا وكثير من الذين نشأت معهم مصابون بالسرطان".
وتابع أن كل تلك الأزمات الصحية سواء المتعلقة بالأورام، أو الناتجة عن التقدم في السن، جعلت البعض لديه شكوك من سلامة وصلاحية الرئيس "بايدن" في قيادة أكبر دولة في العالم في هذا التوقيت الحرج، الذي يبدو فيه العالم على شفا حرب عالمية ثالثة.
وذكر "الجارحي" أن الحديث عن مرض الرؤساء وسلامة القرارات السياسية، ليس مرتبطًا فقط بالرئيس "بايدن"، بل هناك قائمة من الرؤساء الأمريكيين وغير الأمريكيين الذين رافقهم المرض أثناء مزاولتهم لمهامهم، والعديد منهم كان يبقى الأمر سرًا لدرجة أن بعضهم أقعده المرض تمامًا وتولى آخرون إدارة شؤون البلاد في سرية تامة حتى انتهت ولايته.
واختتم "الجارحي" أن في كل الأحوال، تظل الحالة الصحية للزعماء مثار جدل واسع، وفي بعض أنظمة الحكم تحاط بسرية تامة، لأنه يمكن أن يترتب عليها تحولات سياسية واقتصادية، وفي بعض الأحيان يستخدم خصوم الرؤساء الوضع الصحى للتشكك في قدرة الرئيس على أداء مهامه الدستورية والقانونية، الرؤساء هم بشر يمرضون، وإذا مرضوا تقضي مصلحة الأمة أن يعلنوا عن مرضهم، حتى يتأكد الناخب من سلامة شخصية وقرارات الرئيس.