واصلت القوات العسكرية الروسية، اليوم الجمعة، محاولات تأكيد السيطرة على الأقاليم الأربعة التي استحوذت عليها في شرق أوكرانيا، بقصف مكثف بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت (فرط صوتية) من منظومة "كينجال"، لم يكن بمقدور "كييف" صدها، فيما قالت أوكرانيا إن دفاعاتها أسقطت العديد من الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية، وتلك الضربات واسعة النطاق هي أول موجة من هذا النوع منذ منتصف فبراير الماضي، والتي أنهت فترة الهدوء.
تدمير 400 طائرة أوكرانية
وأعلنت الدفاع الروسية، في بيان، أن قواتها أسقطت طائرة "سو-27" أوكرانية فوق دونيتسك خلال 24 ساعة الماضية، ليبلغ إجمالي الطائرات التي تم تدميرها منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى 400 طائرة.
وتضمن التقرير اليومي لوزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أن القوات قضت على حوالي 350 جنديا أوكرانيا، بينهم نحو 40 على محور كوبيانسك، و120 على محور كراسني ليمان، و120 آخرين على محور دونيتسك، و50 على محوري جنوب دونيتسك وزابوريجيا و20 على محور خيرسون، وكذلك تدمير 4 مدافع هاوتزر D-30وD-20واثنين من المدافع ذاتية الحركة "جفوزديكا" ومدفع M777 أمريكي الصنع ودبابة، إضافة إلى عدد من المدرعات ومركبات عسكرية.
وأضافت الوزارة، أن قواتها دمرت منظومة "إس-300" مضادة للطائرات في دونيتسك، وأصابت 83 وحدة مدفعية أوكرانية في مواقع إطلاق النار وقوات ومعدات في 127 منطقة، وأسقطت 9 صواريخ HIMARS و7 طائرات بدون طيار في مناطق متفرقة.
وأشارت إلى أن مجموع ما تم تدميره منذ بداية العملية العسكرية الخاصة 400 طائرة، و218 مروحية، و3373 طائرة بدون طيار، و411 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و8249 دبابة ومدرعة أخرى، و055 1 راجمة صواريخ، و4315 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون و8830 مركبة عسكرية خاصة.
الجيش الأوكراني يتعهد بالصمود
إلى ذلك، قال الجيش الأوكراني، اليوم الجمعة، إن جنوده صدوا ما زاد عن مئة هجوم على مدى الساعات الـ24 الماضية في باخموت، وهي مدينة يتركز عليها هجوم القوات الروسية منذ أغسطس الماضي. فيما عبرت كييف عن اشمئزازها لاستهداف مدنيين بعد سقوط وابل من الصواريخ الروسية على مدن أوكرانية في أول هجمات من نوعها خلال أسابيع، وتعهدت بالصمود والتحدي،تدمير 400 طائرة| صورايخ كينجال الروسية تنهي الهدوء.. وكييف صامدةتدمير 400 طائرة| صورايخ كينجال الروسية تنهي الهدوء.. وكييف صامدة بينما استمرت قوات أوكرانية تدافع عن مدينة باخموت بشرق البلاد لصد أي محاولات "اختراق روسية".
وقالت أوكرانيا إن دفاعاتها أسقطت العديد من الطائرات المسيرة والصواريخ لكن روسيا أطلقت عليها أيضا ستة من صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت من منظومة كينجال لم يكن بمقدورها وقفها بأي طريقة، بحسب "رويترز".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "المحتلون يمكنهم فقط إرهاب المدنيين. هذا كل ما بوسعهم.. لكن ذلك لن يساعدهم. لن يفلتوا من المسؤولية عن كل ما فعلوه". ونفت روسيا مرارا استهداف المدنيين. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها شنت "ضربة انتقامية ضخمة" ردا على مداهمة عبر الحدود الأسبوع الماضي، وقالت إنها دمرت في الضربة قواعد لإطلاق الطائرات المسيرة، وعطلت السكك الحديدية، وألحقت أضرارا بمنشآت تصنع وتصلح الأسلحة.
وتقول موسكو إن مثل تلك الضربات هدفها تقليل قدرة أوكرانيا على القتال. وتقول كييف إن الضربات الجوية ليس لها أي أغراض عسكرية وتهدف فحسب لإيذاء وتخويف المدنيين بما يشكل جريمة حرب.
حديث "بنّاء" بين واشنطن وموسكو حول الأسلحة النووية
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الجمعة، إنه تبادل حديثا "بناء" مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في نيودلهي في مطلع الشهر، ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن لافروف أنهما ناقشا قضايا الأسلحة النووية والصراع في أوكرانيا.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء، عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، قوله اليوم الجمعة إن روسيا والولايات المتحدة لا تزالان على اتصال بشأن معاهدة نيو ستارت للأسلحة النووية على الرغم من أن موسكو علقت مشاركتها في الاتفاق.
وقال ريابكوف، إنه ليس لديه توقعات بإحراز تقدم كبير من الاتصال بين موسكو وواشنطن.
وتحدد المعاهدة الموقعة عام 2010 عدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية التي يمكن لكل جانب نشرها.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الشهر الماضي تعليق مشاركة موسكو في المعاهدة متهما الولايات المتحدة بمحاولة إلحاق "هزيمة استراتيجية" بروسيا في أوكرانيا.