تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة لـكوريا الشمالية، بعد سلسلة التجارب الصاروخية التي أطلقتها مؤخراً، ولعل آخرها ما قالته المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، التي اعتبرت أن هذه السلسلة تشكّل استهزاءً بمجلس الأمن، في انتقادات مبطّنة أيضاً للصين وروسيا، وفقا لوكالة "رويترز".
وقالت السفيرة ليندا توماس جرينفيلد، خلال كلمة بلادها أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، الجمعة: "هؤلاء الأعضاء برّروا الانتهاكات المتكرّرة من قبل جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وبدورهم مكّنوا (بيونج يانج) واستهزأوا بهذا المجلس"، بينما أشار مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولاس دي ريفيير إلى "نشاط مستمر وتحضير لاختبار نووي سابع في كوريا الشمالية".
ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن نيكولاس دي ريفيير، قوله إن "بيونج يانج" تواصل الاستفزازات النووية، ودعاها إلى نزع سلاحها النووي.
تواصل التصعيد
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت سول أنّ كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، لكنّها رجّحت أن تكون هذه العملية باءت بالفشل، وسط وابل قياسي من الصواريخ التي أطلقتها بيونج يانج خلال 24 ساعة، ورداً على خطوة جارتها الشمالية، أعلنت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تمديد المناورات الجوية المشتركة بين البلدين والتي تعد الأكبر من نوعها على خلفية "الاستفزازات الأخيرة" الكورية الشمالية، في موقف سارعت بيونج يانج إلى وصفه بأنه "اختيار خاطئ".
ونشرت الكوريتان، طائرات حربية، إذ أرسلت كوريا الجنوبية نحو 80 طائرة عسكرية إلى الجو، بينها طائرات مقاتلة متطورة من طراز "إف-35"، ردًا على كوريا الشمالية، التي أرسلت 180 طائرة حربية، فيما يبدو أنه استعراض للقوة، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".
ويأتي نشر كوريا الشمالية، لطائراتها، اليوم الجمعة، بعد إطلاقها نحو 30 صاروخا باليستيًا خلال اليومين السابقين، من بينها صاروخ باليستي عابر للقارات أمس الخميس، والذي أثار تحذيرات بالإخلاء في اليابان، وذلك ردًا على التدريبات المشتركة بين القوات الجوية التابعة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
مد تدريبات "عاصفة اليقظة"
ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس"، تواصل كوريا الجنوبية إطلاق طائراتها، ولكن لم ترِّد أي تقارير فورية عن اشتباكات، في الوقت الذي تواصل فيه التدريبات المشتركة بين أمريكا وكوريا الجنوبية والمسماة "عاصفة اليقظة"، والتي تتضمن حوالي 240 طائرة حربية، بما في ذلك طائرات إف 35، تدريباتها التي كان من المقرر أن تنتهي الجمعة، لكنهما قررا مدها إلى يوم السبت ردًا على كوريا الشمالية، والتي اختبرت إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، مما أدى إلى تحذيرات بالإخلاء ووقف القطارات مؤقتًا في شمال اليابان. وتبع ذلك إطلاق صاروخين باليستيين قصيري المدى في البحر.