حذرت روزا أوتونباييفا، مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان، أمس الأربعاء، من أن حملة طالبان القمعية ضد حقوق المرأة من المُرجح أن تؤدي إلى انخفاض في المساعدات وتمويل التنمية في البلاد، وفقًا لوكالة "رويترز".
وقالت "أوتونباييفا" إن الأمم المتحدة وجهت أكبر نداء مساعدات لدولة واحدة على الإطلاق، إذ طلبت 4.6 مليار دولار في عام 2023 لتقديم المساعدة في أفغانستان، حيث يحتاجها ثُلثا السكان، أي حوالي 28 مليون شخص، للبقاء على قيد الحياة.
لكنها أخبرت مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، أن تقديم تلك المساعدات عُرضة للخطر، إذ حظرت حكومة طالبان ذهاب الفتيات إلى المدارس الثانوية والجامعات، ومنعت ارتياد الفتيات والنساء الحدائق، كما منعتهن من العمل مع جماعات الإغاثة، كما لا يُسمح للنساء بمغادرة المنزل بدون قريب ذكر، وعليهن تغطية وجوههن.
وقالت "أوتونباييفا": "من المُرجح أن ينخفض تمويل أفغانستان إذا لم يُسمح للمرأة بالعمل، وإذا تم تخفيض حجم المساعدات، فإن حجم التحويلات النقدية بالدولار الأمريكي المطلوب لدعم تلك المساعدة سينخفض أيضًا".
وأضافت أن المناقشات حول تقديم المزيد من المساعدات التنموية، مثل مشاريع البنية التحتية الصغيرة أو سياسات مكافحة آثار تغير المناخ، قد توقفت بسبب الحظر.
كانت الولايات المتحدة أكبر مانح لخطة مساعدات الأمم المتحدة لعام 2022 في أفغانستان، إذ قدمت أكثر من مليار دولار، ولدى سؤاله عن التخفيضات المُحتملة، قال نيد برايس، المُتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن تدرس تداعيات الحظر على تسليم المساعدات، وتتشاور عن كثب مع الأمم المتحدة.
وقال "برايس" إن الولايات المتحدة تُريد التأكد من أن "طالبان ليس لديها أي أوهام بأن بإمكانهم تحقيق الأمرين، وأنهم يُمكن أن يخفقوا في الوفاء بالالتزامات التي قطعوها على أنفسهم لشعب أفغانستان.. وألا يواجهوا عواقب المجتمع الدولي".
وتقول حكومة طالبان، التي استولت على السُلطة في أغسطس 2021 مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان بعد 20 عامًا من الحرب، إنها تحترم حقوق المرأة، وفقًا لتفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية.
وقالت لانا نسيبة، سفيرة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة "إنهم يحرمون النساء والفتيات بشكل منهجي من حقوقهن الإنسانية الأساسية"، وأضافت "هذه القرارات لا علاقة لها بالإسلام أو بالثقافة الأفغانية، وتخاطر بمزيد من ترسيخ العزلة الدولية للبلاد".
وذكرت "أوتونباييفا" أنه بينما قالت بعض النساء الأفغانيات في البداية، إنهن يرحبن بوصول طالبان إلى السُلطة؛ لأنه أنهى الحرب، إلا أنهن سرعان ما بدأن يفقدن الأمل.
وأضافت خلال اجتماع مجلس الأمن الذي تزامن مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي "تظل أفغانستان تحت حكم طالبان أكثر دولة قمعية في العالم فيما يتعلق بحقوق المرأة".
وتابعت "من الصعب أن نفهم كيف يُمكن لأي حكومة جديرة بهذا الاسم، أن تحكم ضد احتياجات نصف سكانها".