بينما ثمّن الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إنجازات بلاده لدعم حقوق النساء والفتيات وعدّدها، دعا باقي دول العالم للحاق بركب الولايات المتحدة لحل التحديات العالمية الكبرى المتعلقة بذات المجال، ووجه انتقادات واضحة لوضع المرأة في كل من أفغانستان وإيران.
وفي خطاب ألقاه بايدن على أمته، اليوم الأربعاء، احتفالًا باليوم العالمي للمرأة، جاءت حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان، والنظام الحاكم في إيران في مرمى انتقاداته بشأن حقوق النساء والفتيات المهدّرة في عدد من الأماكن حول العالم.
تقويض عمل النساء وتعليق تعليم الفتيات في أفغانستان
وأشار الرئيس الأمريكي إلى منع حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان النساء والفتيات من التعليم، والعمل.
قال بايدن إنه رغم عقود انقضت من التقدم، في أماكن كثيرة حول العالم، لا تزال حقوق النساء والفتيات تتعرض للانتهاك، الأمر الذي يعيق مجتمعات بأكملها.. نرى ذلك في أفغانستان، حيث تمنع طالبان النساء والفتيات من الذهاب إلى المدرسة والسعي إلى العمل.
وقوضت طالبان مطلع العام الجاري عمل المرأة لدى المنظمات الوطنية والدولية غير الحكومية، واتخذت خطوات لإغلاق الجامعات أمام الطالبات بأنحاء البلاد حتى إشعار آخر، ومنعت الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية، وفرضت قيودا على حرية الفتيات والنساء في الحركة، وأبعدت النساء عن معظم مجالات العمل ومنعتهن من استخدام الحدائق والصالات الرياضية ودور ات المياه العامة، وفق بيان أوردته الأمم المتحدة في 20 يناير حصرت فيه إجراءات "سلطات الأمر الواقع في أفغانستان" كما أسمتها، ضد حرية وحقوق المرأة في البلاد، ووجهت لها انتقادات بشأن هذا النهج.
قمع أصوات النساء في إيران
وانتقد الرئيس الأمريكي ما وصفه بـ "قمع وحشي" لأصوات النساء وحريتهن في طهران من قبل السلطات في إيران.
قال بايدن " نراه في إيران، حيث يقوم النظام بقمع وحشي لأصوات النساء اللاتي يدافعن بشجاعة عن حريتهن".
وتواجه السلطات في إيران انتقادات غربية وأممية واسعة، في أعقاب سلوكها الأمني في التعامل مع الاحتجاجات العارمة التي تشهدها منذ سبتمبر الماضي، في أعقاب وفاة الفتاة الكردية "مهسا أميني" وقت احتجازها بأحد أقسام الشرطة بعد أن قبض عليها من قبل أفراد شرطة الأخلاق بسبب ما أسمته بـ"الحجاب السيئ".
وتقاوم إيران حزمًا متتالية من العقوبات الاقتصادية الغربية استهدفتها احتجاجًا على أوضاع حقوق الإنسان في البلاد، بدأتها الولايات المتحدة وتبعت نهجها عدد من الدول الأوروبية بينها فرنسا وبريطانيا وكندا.
وإلى جانب أزمة حقوق الإنسان، تعاني الفتيات في إيران، مؤخرًا، من هجمات تسمم "متعمدة" أصابت أكثر من 1000 فتاة بنحو 25 إقليم، وسط أنباء عن تورط جماعات متشددة تعادي تعليم الفتيات وتدعو لحظره في عموم البلاد، فيما تحقق السلطات الإيرانية بالأمر.
"تنسيق أمريكي غربي أوروبي" نصرة لحقوق المرأة
وأعلنت الولايات المتحدة عن حزمة جديدة من العقوبات على طهران، أطلقتها، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا تزامنًا مع يوم المرأة العالمي.
وذكر إشعار أوردته وزارة الخزانة الأمريكية أنه تم فرض حزمة جديدة من العقوبات المتعلقة بإيران بموجب بنود تستهدف انتهاكات حقوق الإنسان والفساد، وفق ما أعلنت "رويترز".
وبموجب القرار فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 3 شركات إيرانية وقياداتها بسبب مساعدة قوات إنفاذ القانون الإيرانية على "القمع العنيف"، ومسؤولين كبيرين بالسجون الإيرانية لارتكاب انتهاكات حقوقية بحق نساء وفتيات، بحسب "رويترز".
ماذا تقدم أمريكا للمرأة؟
وأكد الرئيس الأمريكي في خطابه مساندة الولايات المتحدة النساء والفتيات حول العالم، لحماية حقوقهن والنهوض بها، مشيرًا إلى خطوات تتخذها الإدارة الأمريكية بالتعاون مع شركاء متخصصين ومجتمعات محلية في مختلف بقاع العالم لتوسيع الأمن الاقتصادي للنساء والفتيات، والدفاع عن رعايتهن الصحية، وحماية مشاركتهن السياسية وكذلك تعزيز المشاركة الكاملة لهن في جميع جوانب المجتمع.
وعدد الرئيس الأمريكي مبادرات الولايات المتحدة لبلوغ الأهداف سابقة الإشارة، ومنها التزامها بالقضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيز المساءلة عن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، وتوسيع خدمات الحماية للنساء والفتيات في حالات الطوارئ الإنسانية.
وأشار الرئيس بايدن إلى توقيع الولايات المتحدة على قانون حماية مكان العمل المهم للعاملات الحوامل والمرضعات في الولايات المتحدة، وأيضًا توقيع إعادة تفويض قانون مكافحة العنف ضد المرأة (VAWA)، وزيادة تمويله إلى 700 مليون دولار.
واختتم بايدن خطابه" دعونا نواصل السعي نحو مستقبل تتمتع فيه المرأة بمقعد متساوٍ على الطاولة، وصوت متساوٍ في تشكيل القرارات، وفرصة متساوية للمساهمة بشكل كامل في دولها".