الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

السوري عبدالرحمن نقر.. سبّاح يتحدى "البتر" ويسعى للعالمية

  • مشاركة :
post-title
عبد الرحمن نقر

القاهرة الإخبارية - محمد صبحي

في أحد شوارع إدلب، سار عبد الرحمن نقر، رفقة أصدقاء له، يبحثون عن فرحة وسط الركام الذي خلفته الحرب، لا يعلمون ما يخبئه القدر على بعد خطوات، فجأة انفجرت سيارة مفخخة حصدت روح أحد أصدقائه، وتسببت في بتر قدمه.

تركت الحادثة أثراً في جسد عبد الرحمن وروحه، إذ ظل الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، قابعا في منزله نحو عامين، يخشى نظرات من حوله، ولا يستطيع أن يتغلب على ألم روحه، حتى قرر الخروج ومواصلة حياته التي توقفت عند لحظة التفجير، وانضم إلى فريق الأمل، الذي كونه المدرب عبد الواحد نقر، ممن فقدوا أطرافهم في وقائع مشابهة، لممارسة السباحة.

تجربة عبد الرحمن جعلته حريصاً على توجيه رسالة لمن هم في مثل حالته: "ما حد بيحس بوجعنا غير الله واللي اتعرض لنفس الإصابة ورسالتي لكل شخص عنده بتر ودخل في مرحلة اليأس، بقوله اطلع من هذا الجو لأنه الحياة مستمرة فيك أو بلاك والحلم إن شاء الله مستمر، نظرة الناس عمرها ما كانت هي اللي بتقيّم إنت اللي بتقيّم حالك، لازم تطلع وتعيش حياتك الطبيعية، وأن تتقبل ابتلاء رب العالمين وإن شاء الله نؤجر عليه".

يحكي عبد الرحمن عن تلك الفترة من حياته قائلا: "أول ما ركبت طرف وصرت أمشي حسيت حالي لسه طفل صغير بيتعلم المشي من جديد، قررت أكمل هوايتي وأطلع من اليأس والإحباط ونظرة الناس عليّ، وظللت أتردد حتى كسرت حاجز الخوف، وحاجز تلك النظرة".

"الحياة لا بد أن تستمر"، يتابع عبد الرحمن عن سبب عودته للسباحة التي كان يعشقها قبل الحادث مرة أخرى، إذ تجمع هو ورفاقه الذين فقدوا أطرافهم، ووضعوا أمامهم حلم الوصول إلى العالمية: "حلمنا نوصل لبطولات دولية أنا وأصدقائي، وأن يُسمع صوتنا، حتى نحصل على الدعم الكافي".

بألم ممزوج بالأمل، يُكمل عبد الرحمن: "إحنا انعدمنا من شيء اسمه فرح فإن شاء الله أي فرحة، وأتمنى أن أحقق بطولات دولية أنا وأصدقائي فريق الأمل فريق المبتورين، ونحن مستمرون في التدريب رغم الصعوبات، لكننا بحاجة إلى الدعم والتشجيع، وبحاجة لمن يقف معنا لأنه بها الفترة كتير صار فيه ضغط علينا من ناحية أهالينا من ناحية الوضع الاجتماعي، بسبب الحرب صار وضعنا كتير صعب واختلفت حياتنا كتير".

يحاول عبد الرحمن استعادة رباطة جأشه بعد أن بدا الحزن على صوته: "طموحنا بعد كل هذا التدرب وهذا التعب أن نصل للعالمية، وأن يكون صوتنا مسموعاً، ونشكر مدربنا عبد الواحد نقر هو كمان اتعرض لإصابة علشان كدا بيحس بآلامنا.. بيحس بالوجع اللي تعرضناله".

رغم مرور سنوات على الحادث لا زال عبد الرحمن يحمل الألم في داخله وإن زال الألم الجسدي: "بعد الحادث مريت بمرحلة اسمها الوهم الشبحي بيكون ما في شيء بتنط وبترجع تقعد من الوجع، بتوصلك كهرباء ناتجة عن مخلفات جذور عصبية بنهاية البتر، ولكن الوجع اللي بداخلي هو أصعب من هذا الوجع، ووجع الحالة الاجتماعية والفقر والناس وكل الناس صار عندها حياة صعبة، فيه تهميش كتير علينا إحنا فئة المتبورين من ناحية الوضع ومن ناحية المنظمات ومن ناحية أهالينا ومن ناحية الوضع الاجتماعي، ليش ما بعرف لازم نحنا نكون يتأمن لنا كل شيء وما نصير عبء على أهالينا".

"فيه مقولة بتقول العدل قليل والظلم أكثر ولكن الأمل كبير والله أكبر، مهما كانت الحياة عادلة ما في شيء عادل زي رب العالمين، ونحتسب الأجر عنده ونتمنمى حياة كريمة في الأخرة لأن اللي عايشنها ما هي حياة ونتمنى حصتنا ناخدها في الأخرة وصلنا لحالة من الهم واليأس صارت كلمة بتزعلنا وكلمة بتفرحنا مثل الطفل الصغير"، بهذه الكلمات أنهى عبد الرحمن حديثه.