نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن وكالة "بلومبرج" الاقتصادية، أن سعي الدول الأوروبية لملء المخازن بالغاز، قبل حلول فصل الشتاء، أدى إلى تدافع لتحقيق أقصى قدر من المصادر البديلة، من النرويج والإمارات العربية المتحدة، بأسعار باهظة.
وأكدت أنه وفقًا لحساب أجراه بن ماكويليامز، الباحث في مركز "بروجل" في بروكسل، إن متوسط سعر الغاز في أوروبا، خلال الفترة من أول أبريل وحتى 31 أكتوبر الماضي، بلغ 140 يورو (135.9 دولار) لكل ميجاواط في الساعة، لتكون القيمة الإجمالية للغاز الإضافي المخزن في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي هي 107 مليارات يورو (104.8 مليار دولار).
وأوضح تحليل "بلومبرج"، اليوم الجمعة، إن التكلفة الهائلة والجهد المبذول في الاستعداد لفصل الشتاء بدون "غاز بوتين" (فلاديمير بوتين الرئيس الروسي) يظهران إلى أي مدى لا تزال أوروبا تدفع ثمن اعتمادها على الغاز الروسي، الذي كان يشكل في يوم من الأيام 40 في المئة من إمدادات الاتحاد الأوروبي، مقابل 20 في المئة الآن.
وأكدت أن قيمة تخزين أوروبا للغاز (104.8 دولار)، يعادل حوالي ضعف إجمالي المساعدات الأمريكية لأوكرانيا حتى الآن. مشيرة إلى أن الخطر يكمن في أن فاتورة العام المقبل ستكون أعلى من ذلك، لأن الشتاء البارد سيؤدي إلى استنفاد الغاز المخزن الحالي، لتبدأ الدول الأوروبية سباقًا آخر لملء الخزانات مجددًا، ولكن هذه المرة من دون طبقة الإمداد بالغاز الروسي التي تتراوح بين 15 إلى 20 في المئة.
وقال أنيس جانبولد، رئيس أبحاث أسواق الطاقة العالمية في مركز "أورورا" في بريطانيا، إن "أسعار الغاز الصيف المقبل ستكون مرتفعة للغاية، مما يعكس خطر استخدام التخزين هذا الشتاء".
ثقة هادئة وسط كآبة أزمة الطاقة
وأوضح التقرير أنه تظهر ثقة هادئة وسط "كآبة" أزمة الطاقة في أوروبا، لأن أسعار الغاز ستأخذ في الانخفاض مع امتلاء صهاريج التخزين. ليبدو أن اجتياز الشتاء دون الاعتماد على "غاز بوتين" أمر ممكن التحقيق. وأن أوروبا أظهرت هذا العام استعدادًا رائعًا لدفع ثمن "أخطائها الماضية"، لكنها تحتاج إلى فعل المزيد. وأضاف أن النجاح يتوقف على ما إذا كان بإمكان دول الاتحاد الأوروبي إيجاد مسار موحد من خلال أزمة الطاقة، وأن نجاح إعادة تعبئة صهاريج التخزين، يتطلب جهودًا وطنية كبيرة، وكان دور ألمانيا أساسيًا، لأنه كان الاقتصاد الأكثر ارتباطًا بالغاز الروسي.