استعادة الدولة قوتها، استراتيجية وضعها رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوادني، عن طريق القضاء على التنظيمات الإرهابية ومكافحة الفساد، لذا جاءت زيارته لجمهورية مصر العربية، اليوم الأحد، للاستفادة من تجربة القاهرة في تخطي تلك الأزمات.
كما تأتي الزيارة للتأكيد على عمق العلاقات بين القاهرة وبغداد، واستمرار التحالف الذي يجمع البلدين لما فيه صالح الأمة العربية.
لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم مع "السوداني" عكس أهمية مواصلة التنسيق المكثف للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة، وبحسب محمد عز العرب الخبير بمركز الأهرام للدراسات، هناك عدة ملامح تعبر عن الاستراتيجية التي يعتمدها رئيس حكومة العراق، يرتبط المحور الأول بها بمواجهة الفساد، كونه أحد المخاطر الأساسية التي تهدد الدولة العراقية.
وأوضح "عزب العرب"، لـ"القاهرة الإخبارية"، أن ملف الفساد ينخر في صلب هيكل الجهاز الإداري للدولة العراقية، ولهذا نجد أن هناك إشارات لما حدث من مظاهر للفساد في بعض وزارات الدولة، على نحو يجعلها قضية كبرى.
وأضاف الخبير بمركز الأهرام للدراسات، أن جزء مهم من زيارة "السوداني" القاهرة مرتبط بالحديث مع الرئيس المصري ورئيس الوزراء عن الاستراتيجية التي تبنتها مصر في هذا السياق، والدور الذي لعبه جهاز الرقابة الإدارية في مصر خلال السنوات الماضية.
وذكر أن هناك محورًا آخر على أجندة رئيس الوزراء العراقي ارتبط بمكافحة الإرهاب العابر للحدود، وأن أحد التحديات التي تواجه بغداد ودول عربية أخرى يرتبط بهذا الورم الخبيث، على حد تعبيره.
أشار "عز العرب" إلى أن مصر لديها قنوات اتصال منذ فترة طويلة في التعامل مع العراق، منوهًا بأن الأخيرة لديها بعض الملفات مع بعض الشخصيات الخطرة، التي تمس الأمن القومي العراقي والمصري والعربي.
ومن العراق، قال أحمد الخضر، الكاتب والمحلل السياسي، إن مصر لها دور داعم للعراق طيلة الفترات السابقة، كما انها لم تنقطع يومًا عن التواصل مع الحكومات العراقية المتعاقبة، وتقديم المساعدة المعلوماتية والاستخباراتية في مكافحة التنظيمات الإرهابية.
وأوضح "الخضر"، أن قربه من مراكز القرار ساعدة على رؤية الوفود المصرية باستمرار تأتي للعراق للتعاون، وأنه لم يكن معلنًا للضروريات الأمنية.
أكد أن الشعب العراقي يعي دور مصر الداعم للحكومات العراقية، فضلًا عن دور القاهرة في عملية مكافحة الإرهاب في العراق، وهو اليوم يتطلع قبل الحكومة أن يكون هناك تعاون مثمر مع مصر.
ذكر المحلل السياسي العراقي، أن "السوداني" حمل ملفات خلال زيارته مصر، أبرزها تفعيل الاتفاقيات والمذكرات مع القاهرة، لاسيما اجتماع اللجنة العليا المشتركة خلال الشهرين المقبلين، لما تثمر عن توقيع اتفاقيات على أرض الواقع، في مجال الطاقة والزراعة وتبادل المعلومات والتبادل العلمي.
أشار إلى أن هناك نهجًا واضحًا من حكومة العراق، بأنها تتمسك بسياسة الانفتاح على المحيط العربي، وعلى أهمية هذه العلاقات وتطويرها لما يخدم الشعبين.
وقال "الخضر" إن الكل يعلم أن مصر تتمتع بخبرات كبيرة في المجال العسكري والطاقة والأدوية والزراعة، والعراق يحتاج هذه الخبرات لتطوير تلك القطاعات، التي عانت بسبب الحروب المتعاقبة والأزمات التي واجهتها الدولة العراقية، والتي يرى أنها لن تنهض بدون الاستفادة من الخبرات الموجودة في المنطقة العربية، والقاهرة في مقدمة هذه الخبرات.
وتابع: "السوداني يرى أن مصر ركيزة أساسية في الانفتاح على المحيط العربي ولذا يقدمها على باقي الدول، وستكون مصر حاضرة وقوية في قطاعات الطاقة والكهرباء والصناعة في العراق".