الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أزمة الغذاء في بريطانيا: حدود على الشراء تصل لـ3 حبات للخضر والفاكهة.. والأطفال يعانون

  • مشاركة :
post-title
أرفف المتاجر خاوية بسبب أزمة الغذاء في بريطانيا

القاهرة الإخبارية - سيد خميس

تعاني المملكة المتحدة من أزمة غذاء أدت إلى فرض بعض سلاسل المتاجر الكبرى في بريطانيا قيودًا على شراء الفواكه والخضروات وسط نقص في المعروض بسبب الظروف الجوية السيئة والآثار غير المباشرة للنزاع الروسي الأوكراني، فيما أظهرت بيانات جديدة أن عدد الأطفال الذين يعانون من فقر الغذاء في المملكة قد تضاعف تقريبًا في العام الماضي إلى ما يقرب من 4 ملايين، وحذرت الحكومة البريطانية من أن الوضع قد يستمر لمدة شهر.

دفعت أزمة الغذاء في بريطانيا، لتحديد كميات الخضر والفاكهة لكل عميل، بسبب النقص في بعض أنواع مثل الطماطم والفلفل والفلفل الحلو والخيار والخس والبروكلي والقرنبيط والتوت إذ اقتصر بيع هذه المنتجات في المتاجر البريطانية على ثلاثة حبات لكل عميل، وأرجعت المتاجر السبب في ذلك إلى النقص في المنتجات الذي حدث نتيجة سوء الأحوال الجوية في جنوب أوروبا وأفريقيا، فضلاً عن ارتفاع أسعار الطاقة التي تقيد الزراعة في الصوبات الزراعية في المملكة المتحدة وهولندا.

وأعلنت سلسلة متاجر (سوبر ماركت) "تيسكو" على حسابها الرسمي على تويتر، أنه لفترة قصيرة من الوقت، يقتصر بيع الطماطم والفلفل والخيار على 3 حبات لكل عميل. وأضافت أن "يرجع ذلك إلى سوء الأحوال الجوية ونحن نعمل بجد مع موردينا من أجل إعادة الأمور إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن".

الأمر نفسه أعلنت عنه سلاسل "أسدا" (Asda ) و"ألدي" (Aldi)، إذ فرضت حدودا على الطماطم والفلفل والخيار في منافذ البيع الخاصة بها، فيما حددت سلاسل "موريسون" (Morrisons) الحد عند حبتين لكل عميل.

وقال متحدث باسم متاجر "أسدا"، لوسائل الإعلام البريطانية: "مثل المتاجر الكبرى الأخرى، نواجه تحديات في تحديد مصادر بعض المنتجات التي تزرع في جنوب إسبانيا وشمال إفريقيا". وأضاف: "لقد أدخلنا حدًا مؤقتًا على عدد صغير من خطوط الفاكهة والخضروات، حتى يتمكن جميع العملاء من شراء المنتجات التي يبحثون عنها".

الأزمة قد تستمر لشهر

من جانبها، توقعت تيريز كوفي وزيرة البيئة والغذاء والشؤون الريفية في بريطانيا، أمام مجلس العموم ردا على سؤال عاجل في البرلمان أن يستمر الوضع من أسبوعين إلى أربعة أسابيع أخرى". وقالت: "من المهم أن نحاول ونتأكد من حصولنا على خيارات مصادر بديلة:.

وأضافت الوزيرة، بحسب نشرة مجلس العموم البريطاني، أن وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية تجري مناقشات مع تجار التجزئة للتغلب على الأزمة وتجنب المواقف المماثلة في المستقبل. وأكدت: "أود أن أكرر أن الأمن الغذائي في المملكة المتحدة لا يزال صامدًا، وما زلنا نتوقع أن تكون الصناعة قادرة على التخفيف من مشاكل الإمداد من خلال خيارات المصادر البديلة".

وأثارت تيريز كوفي ضجة كبيرة بعد أن اقترحت على البريطانيين أن يتناولوا "اللفت"، بدلاً من الخس والطماطم، بعد خلو رفوف المتاجر من هذه الخضروات الطازجة.

وقالت سامية الأطرش، عضوة حزب المحافظين البريطاني، خلال مُداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية"، إن تصريحات الوزيرة "كوفي" لاقت سخرية واسعة داخل المجتمع البريطاني، الأمر الذي دفع مسؤولًا بالحكومة لتصحيح الصورة، من خلال الإشارة إلى أن هذه التصريحات تستهدف تعظيم الاستفادة من المنتجات التي تتم زراعتها محليًا.

قلق المعارضة

أعرب حزب العمل المعارض في بريطانيا، عن قلق حقيقي بين الجمهور بشأن نقص بعض المواد الغذائية الأساسية في سلة التسوق الخاصة بهم. وقال وزير البيئة في حزب العمل جيم مكماهون: "هناك قلق عام حقيقي بشأن توافر الغذاء... دعونا نضع في اعتبارنا أن الأمن الغذائي هو الأمن القومي - فهذه مهمة بالغة الأهمية".

يأتي ذلك في أعقاب تحذيرات من الاتحاد الوطني للمزارعين في المملكة المتحدة من أن المزارعين يكافحون لتغطية تكاليف الطاقة الخاصة بهم وسط أزمة أثارها الصراع في أوروبا، في إشارة إلى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وقال مينيت باترس، رئيس مجموعة إنجلترا وويلز الصناعية، إن إنتاج بعض الخضراوات البريطانية المزروعة في صوب مُدفأة، مثل الطماطم والخيار، آخذ في الانخفاض بالفعل، وقال: حذرت في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعتقد أنه ستكون هناك تحديات بشأن توافر بعض المواد الغذائية".

أزمة الغذاء في بريطانيا تؤثر على الوجبات المدرسية
الأطفال يعانون من أزمة الغذاء

من ناحية أخرى، أظهرت بيانات جديدة أن عدد الأطفال الذين يعانون من فقر الغذاء في المملكة المتحدة قد تضاعف تقريبًا عن العام الماضي إلى ما يقرب من 4 ملايين، ما زاد الضغط على الوزراء لتوسيع توفير وجبات مدرسية مجانية للأسر المتعثرة.

ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن مؤسسة "فود فاونديشن"، أن واحد من كل خمسة (22٪) من الأسر أبلغ عن تخطي وجبات الطعام أو الجوع أو عدم تناول الطعام ليوم كامل في يناير الماضي، ارتفاعًا عن 12٪ عند النقطة المكافئة في عام 2022. وتأتي الزيادة في انعدام الأمن الغذائي في الوقت الذي أظهر فيه استطلاع منفصل أجرته المؤسسة عن زيادة الدعم لتوسيع الوجبات المدرسية المجانية في إنجلترا، أن ثمانية من كل 10 أشخاص (80٪) شملهم الاستطلاع يفضلون تمديد أهلية الوجبات المدرسية المجانية لجميع الأطفال في الأسر التي تحصل على ائتمان شامل.

وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "فود فاونديشن"، آنا تايلور، إن البيانات الأخيرة كشفت عن ثغرات كبيرة في شبكة الأمان الحكومية. وأضافت: "يمكن للحكومة إجراء تغيير في السياسة يحظى بشعبية لدى الناخبين، ويكون مستهدفًا وفي الوقت المناسب"، بحسب "جاردين".

وأوضحت "جارديان" أنه بعد زيادة تكاليف الطاقة، أصبحت الوجبات على مائدة الأسر البريطانية أعلى سعرًا، وتسبب ضغطًا منفردًا على ميزانيات الأسر ذات الدخل المنخفض، وأشارت إلى أنه بعد الارتفاع المستمر في الأسعار خلال العام الماضي، بلغ تضخم منتجات البقالة حاليًا 17.1٪ ، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.