ينتظر الكوكب الأزرق حدثًا عالميًا شديد الأهمية يختص بالمناخ، ينطلق من مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث يجتمع ممثلو أكثر من 200 بلد، في مؤتمر COP27 من أجل تحديد مصير الأرض، بعد العديد من الكوارث المناخية التي شعر المواطنون في جميع أنحاء العالم بها في الشهور الأخيرة.
في مواجهة الآثار المدمرة للاحتباس الحراري العالمي، يعلق قادة العالم الآمال على قمة شرم الشيخ للدفع في طريق مكافحة هذه الظواهر، بعد قمة COP26 في جلاسكو العام الماضي، التي اعتبرت مساهماتها مخيبة للآمال، حيث كررت الرئاسة المصرية الإعراب عن رغبتها في جعل COP27، مؤتمر تنفيذ اتفاقية باريس، وهي معاهدة دولية بشأن الاحتباس الحراري اعتمدت في عام 2015.
التخفيف من حدة الاحترار العالمي والتكيف معه
سيتم تناول العديد من الموضوعات خلال الحدث الذي سيستمر حتى 18 نوفمبر الجاري. وحافظت الرئاسة المصرية على هدف التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري والبقاء دون 2 درجة مئوية، وأكدت من جديد ضرورة رفع الدول أهدافها المناخية بموجب اتفاقية باريس.
وسيكون من الضروري أيضًا مناقشة مختلف التدابير التي ستتخذ لمساعدة المجتمعات على التكيف، لا سيما بالنسبة للمجتمعات الأكثر عرضة للاضطرابات الناجمة عن الاحتباس الحراري.
وفي الدورة 26 لمؤتمر الأطراف، وافقت البلدان المتقدمة على مضاعفة تمويل التكيف على الأقل، لكن العديد منها يدعو إلى أن يكون تمويل التكيف مع التغير المناخي العالمي مساوياً للمبالغ المنفقة حالياً على التخفيف، على النحو الذي تم التوصل إليه في اتفاق باريس عام 2015.
وفقًا لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تقدر الاحتياجات السنوية للتكيف الآن بما يتراوح بين 160 و340 مليار دولار بحلول عام 2030، وبين 315 و565 مليار دولار بحلول عام 2050، وذلك بعد تعديل المبالغ بالزيادة عن التقدير السابق الذي نُشر قبل عام، بسبب زيادة مخاطر المناخ.
مسألة التمويل المتعلق بالمناخ
ومع ذلك، فإن الهدف الرئيسي الذي تصر عليه مصر في COP27 يظل مسألة التمويل المتعلق بالمناخ، ولمساعدة أفقر البلدان على الانتقال من اقتصاداتها إلى الوصول إلى تكنولوجيات أكثر ملاءمة للبيئة، أو التكيف مع آثار الظواهر الجوية الشديدة، إذ التزمت البلدان المتقدمة بتعبئة 100 مليار دولار سنويا بين عامي 2020 و2025، ويعتزم مؤتمر COP27 إعادة تأكيد هذا الوعد، مؤكدًا أن الأمر يتعلق بالثقة بين دول الشمال ودول الجنوب.
ووفقًا للأمم المتحدة، لا يزال حوالي 17 مليار دولار مفقودًا من هذا الإجمالي.
وبهذا المعنى، تأمل المنظمات غير الحكومية المعنية بالمناخ أن يتم سماع أصوات الدول النامية بشكل أكبر خلال مؤتمر الأطراف بشرم الشيخ، والذي ينعقد لأول مرة منذ ست سنوات في القارة الإفريقية، وهي الأكثر عرضة لخطر تغير المناخ بينما تشير البينات أنها مسؤولة عن 3 في المئة فقط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.
صعوبات في طريق COP27
ومع ذلك، يبدو أن نجاح هذا المؤتمر يواجه صعوبات بالفعل بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي حدثت منذ مؤتمر COP26 في جلاسكو.
إذا كان الصراع الذي بدأته روسيا في أوكرانيا قد سمح على الأقل للاتحاد الأوروبي بالتشكيك في اعتماده على الطاقة، فقد قررت بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا، اللجوء إلى الفحم من وقت لآخر أو العثور على إمدادات غاز جديدة، مما يطيل من اعتمادها على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى ألمانيا، التي سعت لتقليل أهدافها المناخية قصيرة الأجل، ومن المرجح أن تقوم دول أخرى بذلك أيضًا.
بالإضافة إلى ذلك، شهد مؤتمر COP26 في جلاسكو توقيع اتفاقية تاريخية بين الصين والولايات المتحدة، وهما أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ومع ذلك، جرى تعليق الاتفاق بعد توتر العلاقات بين البلدين، إثر زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، ومن المتوقع أن تكون المفاوضات الدبلوماسية بشأن المناخ معقدة حتى قبل بدء القمة.