أيام قليلة تفصلنا عن الحدث الأهم عالميًا لمواجهة تغيرات المناخ، حيث يجتمع العالم في مدينة شرم الشيخ المصرية، نوفمبر 2022، للمشاركة في الدورة 27 لمؤتمر الأطراف المعني بالمناخ "COP27"، بحضور الآلاف المشاركين المعنيين بالتغيرات المناخية، لوضع استراتيجية العمل المقبلة والتكيف وتقليل المخاطر والأضرار من التغيرات المناخية التي يشهدها العالم مع الوصول لخطة التمويل لهذا الملف، يأتي ذلك وسط اهتمام دولي من مختلف الجهات المعنية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة والدول الأعضاء والمسؤولين بالبرامج والمنظمات التابعة لها.
ومن جانبها، شددت أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، بضرورة إحراز نتيجة إيجابية وتقدم في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين في شرم الشيخ، مؤكدة أن قادة العالم عليهم أن يفهموا حجم حالة الطوارئ التي يواجهها العالم وقيمة مؤتمر الأطراف، كمساحة يجتمع فيها قادة العالم لحل المشكلات وتحمل المسؤولية.
وقالت نائبة الأمين العام: إن الوقت قد حان لإظهار أننا نسير في الاتجاه الصحيح، معربة عن تطلعها للعمل مع قادة العالم، لتحقيق نتيجة إيجابية في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف.
جاء ذلك خلال المناقشات التحضيرية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين، ولفتت نائبة أمين العام للأمم المتحدة، إلى أن نافذة الفرصة لتجنب أسوأ آثار أزمة المناخ تضيق، مؤكدة أن العالم بحاجة ماسة إلى الأمل.
وأكدت أن التمويل المخصص للخسائر والأضرار هو مسألة لا يمكن تأجيلها بعد الآن، داعية الحكومات إلى ضرورة اتخاذ إجراءات جريئة بشأن هذه القضية.
وقالت أمينة محمد: إن ما رأيناه في باكستان وفلوريدا مؤخرًا، هو تذكير صارخ بنوع المستقبل الذي ينتظر أجزاءً أخرى كثيرة من العالم والملايين من الناس، لافتة إلى أن ستة من بين كل عشرة أشخاص في أفريقيا يفتقرون حاليًا إلى الوصول إلى نظام إنذار مبكر فعال، الذي يعد الأداة الأساسية لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش.
ودعت الحكومات إلى دعم جهود الأمين العام لضمان تغطية عالمية بنسبة 100 في المائة، لأنظمة الإنذار المبكر في غضون السنوات الخمس المقبلة، مشيرة إلى أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ستقدم خطة عمل حول كيفية تحقيق ذلك خلال قمة شرم الشيخ.
وأكد سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، أن التغير المناخي لا يحترم الحدود ويؤثر على حياة الناس على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن العالم بحاجة إلى "نهج يتسم بالمسؤولية الجماعية ليس فقط من منظور أخلاقي، أو من منظور بيئي، لكنه أيضًا من الناحية التجارية".
وأوضح الأمين التنفيذي لاتفاقية المناخ أنه يمكن اتخاذ تدابير، لكن هذه الإجراءات لم تتخذها الجزر الصغيرة، وتعد الأكثر عرضة للخطر والتي تعانى من أسوأ عواقب تغير المناخ على الرغم من أنها لا تتسبب فيه".
فيما دعا أنطونيو جوتيرش، أمين عام الأمم المتحدة، قادة العالم للمشاركة فيCOP27، وإعلان الإجراءات المناخية التي سيتم اتخاذها على الصعيدين الوطني والعالمي، مشددًا على ضرورة أن يثبتوا من خلال حضورهم ومشاركتهم الفعالة أن العمل المناخي يمثل حقًا الأولوية العالمية القصوى التي يجب أن يكون عليها، مؤكدًا أن COP27 هو المكان المناسب لجميع البلدان، لإظهار أنها منخرطة ومتضامنة في هذه المعركة.