بات الطريق إلى سلام ينهي الصراع الروسي الأوكراني الذي دخل عامه الثاني، مرهونًا بخطوات تمثل انتصارًا وخروجًا يحفظ ماء وجه كلا الطرفين اللذين هدد نزاعهما أمن العالم الغذائي وتركه متعدد الأقطاب.
في الوقت الذي حذرت فيه أوكرانيا من اندلاع حرب عالمية ثالثة حال دعمت الصين روسيا في حربها ضدها، رفضت كييف خطة بكين للسلام، وأعلنت تمسكها بخطة سلام خاصة بها. في المقابل أبدت موسكو استعدادها الدخول في مفاوضات لإنهاء الصراع في أوكرانيا لكنها تمسكت باغتنام ما حققته من انتصارات على الأرض.. فكيف السبيل للسلام بعيون طرفي النزاع؟
أوكرانيا تعارض اقتراح بكين بوقف إطلاق النار
عارضت أوكرانيا اقتراح بكين بشأن وقف إطلاق النار مع روسيا، التي تشن عملية عسكرية على أراضيها منذ عام، معلنة تمسكها بخطة سلام خاصة بها.
قال أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، إن السلطات الأوكرانية تعارض مقترحات وقف إطلاق النار.
وألمح "يرماك" في مقابلة مع قناة "نيوزماكس" إلى أن كييف غير واثقة في هذا التقرح والهدف منه، وقال: "لماذا نحن متشككون جدًا.. لا نقبل المقترحات التي نسمعها أحيانًا عن وقف إطلاق النار .. نحن لا نثق في مثل هذه المقترحات".
وأدعى المسؤول الأوكراني أن روسيا "تستخدم الهدنة دائمًا" لأغراضها الخاصة.
ونشرت الخارجية الصينية، الجمعة الماضي، وثيقة مكونة من 12 بندًا، تعرض موقف بكين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية. ودعت الوثيقة إلى وقف القتال وإطلاق مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا في أسرع وقت.
وفي وقت سابق أكد مسؤول أوكراني رفيع أن لدى بلاده خطة سلام، وعبّر عن أمله في أن تحظى بدعم الجانب الصيني.
وأشار المسؤول الأوكراني، ردًا على الوثيقة الصينية، إلى أن كييف تتوقع من بكين أن تحث موسكو على وقف الحرب وسحب قواتها وأن تبذل المزيد لإنهاء "الحرب الروسية".
وتشترط أوكرانيا لمناقشة وضع خطة للسلام أن تغادر القوات الروسية كل شبر من أراضيها، بما في ذلك المناطق الأربعة التي ضمتها وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في 2014.
روسيا تتمسك بمكاسبها مقابل إنهاء الصراع
في الوقت نفسه، أكدت موسكو استعدادها الدخول في مفاوضات لإنهاء الصراع في أوكرانيا لكنها تمسكت بالواقع الجديد على الأرض، في إشارة إلى الأراضي التي ضمتها موسكو حديثًا خلال النزاع.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن روسيا مستعدة للمفاوضات إذا قبلت كييف سيطرة موسكو على المناطق التي ضمتها.
وشدد "بيسكوف" في تصريحات للصحفيين على أن روسيا لن تتخلى أبدًا عن أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمها العام الماضي عقب استفتاءات انتقدتها كييف والدول الغربية بوصفها صورية وليس لها أساس قانوني.
قال بيسكوف إنه "ثمة واقع بعينه أصبح عاملًا داخليًا بالفعل. أقصد الأراضي الجديدة. دستور روسيا الاتحادية قائم، ولا يمكن تجاهله. لا يمكن لروسيا أبدًا أن تتنازل عن هذا، هذه حقائق مهمة".
وأضاف "إذا سارت الأمور بصورة مواتية واتخذ الأوكرانيون الموقف الملائم، يمكن تسوية ذلك على طاولة المفاوضات. لكن الأمر الرئيسي هو تحقيق أهدافنا".
وأعلنت روسيا في سبتمبر الماضي ضم مناطق دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا إلى أراضيها، بعد استفتاءات شعبية أيدت الانضمام إلى موسكو بأغلبية كبيرة، لكن حكومة أوكرانيا ودول غربية عدتها استفتاءات صورية.