تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة والصين، على خلفية رصد بكين لطائرة عسكرية أمريكية فوق مضيق تايوان، بعد يوم من مواجهة جوية بينهما فوق بحر الصين الجنوبى.
وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية، أن طائرة عسكرية أمريكية حلقت فوق مضيق تايوان، وفق ما ذكرت "رويترز"، اليوم الإثنين.
وأكد الجيش الصيني أنه تم رصد مقاتلة جوية أمريكية، أثناء تحليقها فوق مضيق تايوان، معربًا عن معارضته بشدة لهذا الأمر.
وشدد الجيش الصيني، على أنّ "الممارسات الأمريكية فوق مضيق تايوان، تهدد أمن واستقرار المضيق".
وتشهد العلاقات الصينية-الأمريكية توترات بسبب موقف الصين من الأزمة الأوكرانية، والتدخل الأمريكي في أزمة تايوان.
وتمثل قضية جزيرة تايوان مصدر توتر في العلاقات الصينية- الأمريكية، إذ تعتبر بكين تايبيه من أراضيها، بينما تزيد واشنطن من علاقاتها السياسية والعسكرية مع الجزيرة.
وتخطط أمريكا لنشر بين 100 إلى 200 جندي في تايوان، خلال أشهر، لمواجهة التهديد الصيني، وفقًا لما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" قبل يومين.
تفاصيل المواجهة
جاءت الواقعة الجديدة، بعد يوم من مواجهة جوية بين الصين وأمريكا فوق بحر الصين الجنوبي، الذي يشهد صراعًا على النفوذ بين بكين وواشنطن، واستمرت المواجهة 15 دقيقة، وكادت أن تشعل حربًا.
ووقعت المواجهة فوق بحر الصين الجنوبي على بعد 30 ميلًا من جزر باراسيل المتنازع عليها، التي تضم قواعد عسكرية.
وتواصل طياران صينيان مع قائد الطائرة الأمريكية، وحذراه قائلين: "لا تقترب من ذلك، أو تتحمل كل المسؤولية"، وفقًا لما كشفه صحفيون من شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية، كانوا على متن طائرة الاستطلاع الأمريكية.
ورصد الصحفيون أن الطائرة الصينية كانت محمَّلة بصواريخ "جو-جو"، كما أنهم اقتربوا بدرجة تسمح لهم بالاشتباك بسهولة، ورافقت طائرة الصين المقاتلة الأمريكية لمدة 15 دقيقة كاملة، قبل الابتعاد عنها بخروجها من المنطقة.
وبعد ابتعاد الطائرة الأمريكية، فوجئ طاقمها بظهور مدمرة صاروخية صينية تتبعهم. وقال قائد الطائرة الملازم أول سلوتر، إن السفينة الحربية كانت محملة بعشرات من صواريخ أرض-جو، وتواصلت معنا، قائلة لنا: "أنت تقترب مني على ارتفاع منخفض، اكشف عن نيتك، أنت تعرض سلامتي للخطر". ورد سلوتر على السفينة: "الطائرة الأمريكية ستحافظ على مسافة آمنة".
النزاع على بحر الصين الجنوبي
على مدى سنوات، برز بحر الصين الجنوبى كنقطة توتر رئيسية محتملة فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ بين الصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة من جهة أخرى، لأسباب متداخلة:
جزيرة باراسيل التى تم اعتراض الطائرة الأمريكية بالقرب منها، هي موضوع مطالبات إقليمية من الصين والفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان.
هذه المنطقة تحوي ممرًا مائيًا استراتيجيًا على موارد هائلة من الأسماك والنفط والغاز، ويمر عبره نحو ثلث الشحن العالمي بقيمة 3.4 تريليون دولار.
تقول الصين إنها صاحبة الولاية التاريخية على كامل البحر الشاسع تقريبًا، ومنذ عام 2014 أقامت شعابًا مرجانية صغيرة وحواجز رملية في جزر اصطناعية محصنة بشدة بالصواريخ والمدارج وأنظمة الأسلحة، ما أثار غضب المطالبين الآخرين.
وتشهد منطقة بحر الصين الجنوبي في الأشهر الأخيرة مناورات ومناورات مضادة، تقوم بها الصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة أخرى، لتأكيد الوجود والنفوذ.
جزر باراسيل
هي الجزر التي تسمى جزر شيشا من قبل الصين، وتقع في الجزء الشمالي من بحر الصين الجنوبي، وشرق فيتنام، وجنوب جزيرة هاينان الصينية.
في عام 2016، في قضية رفعتها الفلبين، قضت محكمة دولية في لاهاي بأن مطالبة الصين بالحقوق التاريخية في الجزء الأكبر من البحر "ليس لها أساس قانوني".
وتجري الصين تدريبات عسكرية منتظمة في معظم مناطق بحر الصين الجنوبي، وتحتفظ بوجود كبير لخفر السواحل وسفن الصيد في المياه المتنازع عليها؛ الأمر الذي أدى في كثير من الأحيان إلى إثارة التوترات مع جيرانها.