قال الإعلامي إبراهيم الجارحي، إن التكنولوجيا ساعدت في مواكبة التطورات بالبث الحي، ومعايشة الأحداث لحظة بلحظة، واستخدام كل ما هو متاح للتسلل والتأثير في حياة المواطن، لافتًا إلى أن المتخصصين أطلقوا عليها "قوة الضغط الناعمة"، فضلًا عن أن البعض يراه عنصرًا من عناصر القوة الشاملة للدول.
وأضاف "الجارحي" خلال برنامجه "بالمنطق" المذاع على شاشة "القاهرة الإخبارية" أن الفترة الزمنية الفاصلة بين الحربين العالميتين شكلت منعطفًا كبيرًا في تاريخ ظهور تكنولوجيا الإعلام وتطورها، كما اكتشفت العديد من الدول المتطورة سحر الإعلام وضغطه وقوته المؤثرة، فقامت بدعم تطور تكنولوجيا الإعلام ووسائل الاتصال التي أصبحت جزءًا من تفكير المواطنين وآرائهم واتجاهاتهم.
ونوّه إلى أنه في ظل هذا التطور الكبير الذي طرأ على مختلف وسائل الإعلام سواء التقليدية أو الجديدة، وما أحدثه هذا التطور من انفتاح عالمي غير مسبوق، أصبح الإعلام قوة حقيقية لا يمكن الاستهانة بتأثيرها أو التقليل من شأنها ليس فقط في مخاطبة الشعوب، بل كذلك في صياغة ملامح حاضرها ومستقبلها.
وتابع: "بعيدًا عن جدلية من سيربح الجمهور الإعلام التقليدي والإعلام الجديد؟ فبدون شك التطور الاعلامي موجود ما دامت عجلة الحياة تدور، لكن لم تلغ أي وسيلة وسيلة أخرى، فعندما ظهر التلفزيون لم يلغ الإذاعة، والبث الفضائي لم يلغ الأرضي، ونحن الآن في زمن الانفجار التكنولوجي".
وأشار "الجارحي" إلى أن ما تم على أرض الواقع هو أن هذه الوسائل الجديدة في التواصل أصبحت مكملة لما هو موجود، بل هي ناقلة للحدث الذي يبث عبر الفضائيات التلفزيونية، وبالتالي الفارق فقط في سرعة النقل، كون الإعلام الإلكتروني أسرع من التقليدي.
وقال إنه بالعودة إلى قوة وتأثير الإعلام في المنطقة العربية، ففي الدولة المصرية عبر تاريخها الحديث كانت لها ريادة إعلامية ولديها قوتها الناعمة، وتسعى دائمًا لمواكبة التطور من خلال الاستراتيجيات والمنتديات التي تتناول مستجدات العمل الإعلامي في العالم بمختلف أشكاله المرئي والمسموع والمطبوع والرقمي.
ونوّه "الجارحي" للدور الذي تقوم به الأكاديمية الوطنية للتدريب المصرية، والتي يتم من خلالها تطوير أدوات الإعلاميين، فلافتا للدور الذي يلعبه منتدى مصر للإعلام، والذي شارك فيه أكتر من 1200 صحفي وإعلامي ودارس من مختلف دول العالم، وأكتر من 150 خبيرًا ومدربًا، عبر عدة فعاليات وجلسات وعروض ابتكارية، بالإضافة إلى أبرز وسائل الإعلام المصرية والعربية والدولية.
وعن أهمية ودور المنتدى، ذكر "الجارحي" أنها تكمن في عمق الموضوعات التي تم طرحها للنقاش خلال الفعاليات، والتي تناولت كل التطورات التكنولوجية الحديثة في مجال صناعة الإعلام والتأثير، والموضوعات التي شكّلتها التحديات الإعلامية خلال السنوات الأخيرة وتحولت إلى ظواهر مستحدثة تستحق الدراسة والحوار الجاد.
وتابع: "منتدى مصر الدولي لا ينتهي مع انتهاء فعالياته، بل هو مستمر على مدار السنة كمنبر دولي للتنمية الإعلامية، عبر إطلاق وحدة تدريبات صحفية معمّقة، تقدم مجموعة فعاليات تدريبية وورش عمل، ومنصة رقمية للصحفيين المصريين والعرب تقدم دراسات إعلامية حول التقنيات المتطورة في عالم الصحافة والإعلام والاتصال".
وأضاف أنه عند الحديث عن منتديات الإعلام في المنطقة يجب الإشارة لمنتدى الإعلام العربي الذي يقام في الإمارات العربية المتحدة، الذي ينظم بشكل سنوي منذ 2001، فضلًا عن المنتدى السعودي للإعلام في الرياض، الذي أقيم منذ أيام وحضره أكثر من 1500 إعلامي من دول عربية وعالمية.
وذكر أنه خلال المنتدى السعودي للإعلام في دورته الأخيرة طُرحت جلسة نقاشية للحديث عن مواكبة تطور وسائل الإعلام، والتحديات الجديدة التي تواجه صناعة المحتوى الإعلامي في ظل الثورة التقنية الهائلة للذكاء الاصطناعي، فضلًا عن تناولها النموذج الأشهر في كتابة المحتوى ومعالجة اللغة على الإنترنت (ChatGPT) والأثر الذي سيشكله على مستقبل الإعلاميين والمؤلفين وكتّاب المحتوى، بوصفه مثالًا حيًا على التطور التكنولوجي الكبير في وسائل الإعلام.
وأشار للتطور الذي أحدثته التكنولوجيا، بعد ما أصبح الروبوتات لها قدرة كبيرة على معالجة البيانات والتعامل مع المحتوى الإعلامي ومراجعة النصوص بل وتقديم نشرات الأخبار والبرامج التلفزيونية، لافتًا إلى أنه قبل فترة قليلة تم استبدال المراسلين والمصورين بالروبوتات.
واختتم "الجارحي" حديثه قائلا: "باختصار كان فيه إعلان تلفزيوني من كام سنة بتتقال فيه جملة عبقرية اللي ما جددش اختفي.. لو طبقنا الجملة دي على الإعلام هنقول اللي ماطورش وما اتدربش وما تابعش التكنولوجيا الجديدة هيختفي علشان كده مهم أن يبقي عندنا منتديات للإعلام العربي تناقش التحديات وتتكلم عن اللي هيحصل في المستقبل".