فقدت بعثة حفظ السلام في مالي (مينوسما) ثلاثة من جنودها السنغاليين العاملين، فيما أصيب خمسة آخرون بجروح خطيرة، عندما اصطدمت عربتهم بعبوة ناسفة، مساء أمس، بالقرب من قرية سونجوبيا، وسط مالي، حيث كانت قافلة الإمدادات متجهة إلى قاعدتها في سيفاري.
وتعد بعثة حفظ السلام في مالي (مينوسما) أحد أخطر عمليات حفظ السلام في العالم، وتضم قوتها 17 ألفًا و577 شخصًا، وأنشئت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2100 في 25 أبريل 2013؛ لدعم العمليات السياسية وتنفيذ عدد من المهام ذات الصلة بالأمن.
ووفق الأمم المتحدة، فإن "مينوسما" واحدة من أخطر عمليات السلام، ومنذ إنشائها في عام 2013، لقي 168 من حفظة السلام مصرعهم في أعمال عدائية.
أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم بأشد العبارات، ودعا السلطات الانتقالية في مالي إلى التحقيق بسرعة في الهجوم بدعم من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، وتعزيز المساءلة من خلال تقديم الجناة إلى العدالة.
وأكد أعضاء مجلس الأمن أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، كما شددوا على ضرورة تقديم مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة الإرهاب إلى العدالة.
من جانبه أدان الجاسم وان، رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) الهجوم، وقدم أعمق تعازيه لأسر وزملاء جنود حفظ السلام المتوفين.
وقال "وان": "هذا مثال مأساوي آخر لتعقيد بيئتنا العملياتية والتضحيات التي قدمها المجتمع الدولي من أجل السلام في مالي"، مشيرًا إلى أن الهجمات على قوات حفظ السلام يمكن أن تشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي.
وشدد المسؤول عن البعثة الأممية على "ضرورة بذل كل ما في وسعه للتعرف على مرتكبي الأعمال العدائية ضد بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي وتقديمهم للعدالة".
يذكر أنه طُلِب من البعثة خلال إنشائها دعم السلطات الانتقالية في مالي والعمل على استقرار البلاد، وتطبيق خارطة الطريق الانتقالية، وفي 25 يونيو 2014، قرر مجلس الأمن أنه يجب على البعثة التركيز على المسؤوليات، مثل ضمان الأمن والاستقرار والحماية للمواطنين، ودعم ومساندة الحوار السياسي الوطني، والمصالحة والمساعدة على إعادة تأسيس سلطة الدولة، وإعادة بناء قطاع الأمن وتعزيز وحماية حقوق الإنسان في الدولة.