تتجه روسيا والصين نحو تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية، في وقت تتوتر فيه العلاقات بين موسكو ودول الغرب بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا، مع توتر مماثل بين واشنطن وبكين بسبب حادث "المنطاد"، ما يثير قلقًا أمريكيًا وأوروبيًا.
قلق أمريكي
لم يصف المسؤولون الأمريكيون تفاصيل ما لدى الولايات المتحدة من معلومات استخباراتية تؤكد دعم الصين للجيش الروسي في أوكرانيا، لكنهم قالوا إن الإدارة الأمريكية قلقة جدًا من التقارب الصيني-الروسي، لدرجة أنهم شاركوا المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء والشركاء في مؤتمر ميونخ للأمن خلال الأيام الماضية، وفقًا لما أوردته شبكة "سي إن إن".
وكانت كمالا هاريس، نائب الرئيس الأمريكي، ألمّحت أمس السبت إلى دعم الصين لروسيا خلال كلمتها في مؤتمر ميونخ، قائلة: "إننا منزعجون أيضًا لأن بكين عمّقت علاقتها مع موسكو منذ بدء الحرب، وفيما يتعلق بالمستقبل، فإن أي خطوات تتخذها الصين لتقديم دعم فتاك لروسيا لن تؤدي إلا إلى مكافأة العدوان، ومواصلة القتل، وتقويض النظام القائم على القواعد بشكل أكبر".
أوروبا تحتاج إلى مزيد من الأدلة
في السياق ذاته، قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أمس السبت: "إن الصين وروسيا وقعتا شراكة غير محدودة، وأعتقد أننا بحاجة إلى مزيد من الأدلة والمزيد من الإجراءات لنرى أن الصين لا تدعم روسيا، حتى الآن، نرى العكس، وبالتالي، هناك سؤال مفتوح على الطاولة".
وخلال مقابلة تلفزيونية على شبكة "سي بي إس"، أمس السبت، صرّح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن الولايات المتحدة تراقب عن كثب الدعم المتزايد المحتمل لروسيا من الصين، وأنها حذّرت بكين من عواقب تقديم الأسلحة أو الذخيرة للكرملين، مضيفًا أنه حتى الآن شرعت شركات صينية خاصة في تقديم دعم غير مميت لروسيا لاستخدامه في أوكرانيا.
وقالت مصادر استخباراتية مطلعة لشبكة "سي بي إس"، إن الدعم العسكري للجيش الروسي تضمن سترات واقية من الرصاص وخوذات، لكن مسؤولين آخرون قالوا إن الصين لم تصل إلى حد المساعدة العسكرية الأكثر قوة، مثل أنظمة الأسلحة الفتاكة لاستخدامها بساحة المعركة في أوكرانيا، التي طلبتها روسيا، لأنها لا تريد أن يُنظر إليها على أنها منبوذة على المسرح العالمي".