قالت منظمة الصحة العالمية في تقرير جديد لها إن واحدًا من كل ثلاثة سجناء في أوروبا يعاني اضطرابات نفسية، لافتًا إلى أنه في حين أن السجون الأوروبية تمكنت من التعامل مع جائحة كوفيد -19 بشكل كافٍ بالنسبة للنزلاء، لا تزال هناك مخاوف بشأن خدمات الصحة العقلية السيئة والاكتظاظ ومعدلات الانتحار.
من جانبه قال الدكتور هانز هنري ب. كلوج، المدير الإقليمي للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا: "لا ينبغي أن يصبح الحبس أبدًا عقوبة على الصحة السيئة ويحق لجميع المواطنين الحصول على رعاية صحية جيدة بغض النظر عن وضعهم القانوني".
وحذّر الدكتور كلوج من أنه "عندما يتم استبعاد السجون من نظام الصحة العامة، يمكن أن تكون المجتمعات المحلية هي الأكثر تضررًا".
ووفق التقرير الأممي الذي قام بمسح من 36 دولة، حيث يوجد أكثر من 600 ألف شخص مسجون، أظهرت النتائج أن أكثر الحالات انتشارًا بين السجناء هي اضطرابات الصحة العقلية، التي تؤثر على 32.8 في المئة من نزلاء السجون.
وأكد التقرير أنه تم إنشاء قاعدة البيانات الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية للصحة في السجون عام 2016 لمعالجة فجوة المعلومات حول صحة السجون في المنطقة، وهي تحدد المجالات التي تحتاج إلى الاهتمام.
ولفت التقرير الانتباه إلى العديد من المجالات المثيرة للقلق، بما في ذلك الاكتظاظ ونقص خدمات الصحة النفسية، وهو ما يمثل الحاجة الصحية الأكبر بين السجناء في جميع أنحاء المنطقة، ووجد التقرير أن السبب الأكثر شيوعًا للوفاة في السجون هو الانتحار، بمعدل أعلى بكثير مما هو عليه في المجتمع الأوسع.
وقالت كارينا فيريرا بورجيس، المستشارة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، إن دعم الأشخاص المفرج عنهم من السجن لإعادة الاندماج في المجتمع والحصول على الخدمات الصحية، يمكن أن يقلل من احتمالية العودة إلى الإجرام.
وقالت: "قضية الاكتظاظ في السجون التي يتجلى في هذا التقرير تذكير مهم باعتمادنا المفرط على الحبس والحاجة إلى بدائل ودعت منظمة الصحة العالمية إلى زيادة مشاركة وزارات الصحة في تقديم الرعاية الصحية بالسجون في جميع أنحاء المنطقة".