قد يضطر آلاف المرضى إلى الانتظار لما يزيد على 18 شهرًا، لتلقى العلاج الجراحي في المستشفيات البريطانية، بسبب إضرابات العاملين في قطاع الصحة، للمطالبة بتحسين الأجور المتدنية أمام نفقات المعيشة ومعدلات التضخم المرتفعة.
وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، نقلًا عن خدمة الصحة الوطنية في إنجلترا، أنها "على المسار الصحيح" لتحقيق الهدف المحدد، لكن مصادر رفيعة حذرت من أن تأثير الإضرابات جنبًا إلى جنب مع الطلب غير المسبوق على الرعاية الطارئة يعني أن هذا غير مرجح الآن.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها: "من المحتمل أن ما يصل إلى 10 آلاف مريض سيظلون ينتظرون لمدة 18 شهرًا أو أكثر بحلول نهاية مارس، كأثر غير مباشر لإلغاء 140 ألف موعد بسبب الإضراب".
ولفتت الصحيفة إلى مزيد من الإضرابات تم التخطيط لتنظيمها خلال الأسابيع القادمة. وقال مسؤول في خدمة الصحة الوطنية، إنهم يخشون من عدم إعطاء الأولوية للحالات الأكثر إلحاحًا في محاولة لإنهاء قوائم الانتظار.
وحذر السير جوليان هارتلي، الرئيس التنفيذي للوحدات التنظيمية بخدمة الصحة الوطنية، أن القادة يتخوفون من أن الجهود المبذولة للقضاء على قوائم الانتظار يمكن أن تتأثر بالإضرابات ونقص العمال. وحث الحكومة على فتح محادثات مع النقابات الآن بشأن عرض الأجور لهذه السنة المالية.
وتظهر أحدث بيانات خدمة الصحة البريطانية أن 51 ألف مريض كانوا ينتظرون أكثر من 78 أسبوعًا في ديسمبر، ارتفاعًا من 44 ألف في نوفمبر. ومع ذلك، انخفض هذا من حوالي 140 ألف في العام السابق.
وفي يناير، أرسل قادة خدمة الصحة الوطنية خطابًا إلى جميع مديري الوحدات التنظيمية يطلبون منهم التأكد من أن جميع المرضى في قوائم الانتظار التي تبلغ مدتها 78 أسبوعًا قد تم حجزهم للحصول على موعد أو علاج قبل نهاية أبريل.
لكن أحد كبار مصادر خدمة الصحة الوطنية، أقر بأن هذا الأمر لن يكون ممكنًا بالنسبة للكثيرين، وقال: "عندما تفكر في أن الإضرابات قد أدت إلى إلغاء حوالي 140 ألف موعد، فليس من المفاجئ حقًا أننا وصلنا إلى ما نحن فيه.
ويقول قادة الوحدات التنظيمية في خدمة الصحة الوطنية إن حوالي 9000 إلى 10000 شخص ما زالوا ينتظرون أكثر من 18 شهرًا لتلقي العلاج في نهاية مارس. وحذر أحد المسؤولين من أن يؤدى الضغط الشديد في حدوث انحرافات، وقد يرفض الأطباء إعطاء أولوية للحالات الأكثر إلحاحًا.
ونقلت "الإندبندنت" عن مصدر ثالث من الخدمة الصحية الوطنية، إن الوحدة التنظيمية كانت أفضل من المتوقع، لكن إذا استمر الإضراب المخطط له، فإنه سيعرض الهدف "للخطر".
وقال مسؤول آخر في الجنوب الغربي أن لديهم الآلاف مدرجون على قوائم الانتظار، وهذا يعني "إعطاء الأولوية باستمرار لهؤلاء ذوي الانتظارات الطويلة، وأولئك الذين يحتاجون إلى الحضور بشكل عاجل.
وتجدر الإشارة إلى أن خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، شهدت إضرابًا متكررًا من قبل الممرضات وعمال الإسعاف منذ ديسمبر. ومن المحتمل أيضًا أن يقوم الأطباء المبتدئون بتنفيذ المزيد من الإضرابات، بعد اقتراع ينتهي هذا الشهر.