دخلت الأزمة "الروسية - الأوكرانية" منعطفًا خطيرًا جديدًا خصوصًا بعد اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الثلاثاء، من أجل بحث آلية توريد السلاح إلى أوكرانيا وتوفير التدريب العسكري، فهل وصلت كل الأطراف في طريق اللاعودة خصوصًا مع اقتراب فصل الربيع؟
توجهت قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الثلاثاء، بمجموعة من الأسئلة لثلاثة من الخبراء في الشأن السياسي والأوكراني للوقوف على نتائج اجتماع وزراء دفاع الناتو وتأثيره على مسار الأزمة الأوكرانية، وأكدوا أنَّ الدول الأوروبية استشعرت تضاؤل مخزون السلاح الأوكراني وتريد أن تظهر موحدة أمام روسيا، خصوصًا بعد التقارير التي نشرتها الصحافة الغربية بشأن هجوم روسي وشيك على الأراضي الأوكرانية الأيام المقبلة.
تضاؤل مخزون السلاح
قال الدكتور عزت إبراهيم، رئيس تحرير الأهرام ويكلي المصرية، إنَّ اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم مهمًا لأنه يرسم الخطوط العريضة الفترة المقبلة في دعم أوكرانيا لمواجهة روسيا.
وأوضح "إبراهيم"، لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ مخزون الذخيرة خلال الأسابيع الأخيرة تضاءل بسرعة في أوكرانيا خصوصًا أسلحة الدفاع الجوي، واجتماع (الناتو) هدفه وضع خطة لتقوية تلك الدفاعات الأوكرانية التي أُنهكت خلال العام الماضي وتوفير بدائل للذخيرة على المدي القصير، بعد أن أصبحت مخزونات الجيوش الغربية غير قادرة على ملاحقة ما يجري على أرض المعركة.
وأكد رئيس تحرير الأهرام ويكلي، أنَّ الأزمة "الروسية - الأوكرانية" انعكست على الأمن الأوروبي وفرضت واقعًا جديدًا، إذ تعاونت الدول الأوروبية عسكريًا وهو ما نجده اليوم بإطلاق مبادرات جديدة لتقوية الجوانب الدفاعية لحلف شمال الأطلسي وإعادة تصنيع أسلحة جديدة.
لافتًا إلى أن أوروبا تريد أن تظهر موحدة لمواجهة روسيا خصوصًا بعد الأنباء التي نشرتها صحف غربية عن هجوم روسي وشيك خلال الأيام المقبلة.
موعد انتهاء الأزمة الأوكرانية
وفي تصعيد روسي، بحسب صحف أجنبية، كشفت عن وجود حشد كبير للسلاح الجوي الروسي على حدود أوكرانيا، أرجع الدكتور أشلي أنصارا، عضو التحالف الأمريكي، اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي اليوم بسبب ذلك الحشد الروسي، كما أن أبرز أسباب الاجتماع هو فشل الناتو والحكومة الأمريكية خلال العام الماضي في إيجاد حلٍ للأزمة "الأوكرانية - الروسية".
وأوضح "أنصارا"، أنَّ أوكرانيا الخاسر الأول من استمرار الحرب لأنها وقعت في فخ محاولة إثبات الولايات المتحدة الأمريكية بأنها قادرة على ردع الاعتداء الروسي على أوروبا، وبين محاولة الدول الأوروبية الاستغناء عن الغاز الروسي.
وتوقع عضو التحالف الأمريكي انتهاء الأزمة "الروسية - الأوكرانية" بعد عام من الآن، لأن أوكرانيا تمزقت وستخسر الحرب من الناحية العسكرية، كما أن روسيا ستخسر من الناحية السياسية وتنتصر من الناحية الاقتصادية.
وعن العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على روسيا، ذكر "أنصارا" أن جميع العقوبات لم تُؤثر على قيمة العملة وتسعى "موسكو" مع دول أخرى إلى إصدار عملة جديدة غير الدولار.
خطورة فصل الربيع
وعن قدرة حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحقيق مطالب أوكرانيا مع بداية العالم الثاني لهذه الحرب، اعتبرت الدبلوماسية الأوكرانية "أولها سيهيدا" المطالب الأوكرانية مشروعة من حلفائنا لأننا في حاجة ماسة إلى طائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى، لأننا ندافع عن الأراضي الأوكرانية والأوروبية.
وأشارت الدبلوماسية الأوكرانية إلى أن خسارة روسيا من الناحية الاستراتيجية دفعها إلى الانتقام من البنية التحتية الأوكرانية، لذلك نحن بحاجة ماسة لحماية سماء "كييف"، متوقعة أنَّ فصل الربيع المقبل سيكون حاسمًا في الأزمة الأوكرانية.
وذكرت "أولها سيهيدا"، أن روسيا تريد محو أوكرانيا من الخريطة العالمية لذلك اعتبرت الدبلوماسية الأوكرانية أن " كييف" تعيش حرب وجود من أجل الحفاظ على الأمن الأوكراني والأوروبي، فسقوط كييف بداية لسقوط أوروبا.