يؤمن المخرج المصري كريم العدل، بأن المواجهة والتعبير خير من دفن الرؤوس بالرمال أمام القضايا الشائكة، فمنهجه في التفكير شكّل دافعًا أساسيًا لخوضه تجربة جريئة على تقاليد وعادات المجتمع الشرقي، من خلال مسلسل "أزمة منتصف العمر" المعروض حاليًا، بطولة كريم فهمي، ريهام عبد الغفور، رنا رئيس، عمر السعيد، تأليف أحمد عادل، معالجة درامية كريم فهمي، وكريم العدل.
تدور أحداث العمل حول طبيب يعاني أزمات نفسية بسبب تصرفات والدته الغريبة منذ طفولته، وأيضًا زوجته السابقة التي تسببت في إجهاض نفسها بسبب إدمانها للمخدرات، فيقرر الزواج من فتاة تصغره بسنوات عديدة، وخلال أحداث المسلسل تحدث مشكلات بينهما، ليقع في حب زوجة والدها.
جرأة دون ابتذال
أكد المخرج كريم العدل لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن سبب حماسه لإخراج المسلسل يرجع إلى جرأته وعدم تناوله من قبل في الدراما المصرية، إذ يقول: "عندما جلست مع المؤلف أحمد عادل، وبدأ يروي لي القصة، وجدت نفسي مهتمًا بشكل كبير، ومتحمسًا لمعرفة نهايتها".
ويضيف: "عندما بدأنا كتابة الحلقات كانت جلسات التحضير بيني وبين الفنان كريم فهمي مليئة بالتفاهم الفني، ولمست تقارب أفكارنا إلى حد كبير فيما يخص المعالجة الدرامية، إذ حاولنا بقدر الإمكان أن يخرج الموضوع بشكل راقٍ دون ابتذال، نظرًا للمناطق الشائكة التي يتطرق لها الموضوع، واضعين في أذهاننا ألا ينفر الجمهور منه".
خوف وقلق
تحمّس كريم العدل للموضوع لم يمنع مشاعر الخوف من أن تتسلل إليه، إذ يقول: أؤمن بمقولة "على الدراما أن تزعج المرتاحين وتريح المضطربين"، ورغم ذلك وجدت نفسي متخوفًا بعض الشيء، لكن ليس بالقدر الذي يمنعني من التحدث عن تلك الأمور الشائكة، كما أؤمن بأن الفن يجب أن يناقش أي فكرة أو مشكلة حتى نتمكن من حلها وليس الحل هو أن نغض النظر عنها".
ويضيف: "لم أكن أتوقع ردود فعل الجمهور على الحلقات بهذا الشكل الكبير، فقط كنا نتوقع حالة من الجدل، وأن تظهر الردود بعد منتصف الحلقات، لكن فوجئنا برد فعل قوي من الجمهور بعد عرض الحلقة الأولى، وشعرنا جميعنا بالسعادة وأيضًا الخوف والقلق مما هو قادم، ونتمنى أن يظل المسلسل على المستوى نفسه بالنسبة للجمهور حتى آخر حلقة".
وقال: لفت انتباهي تغريدة تقول إن شخصية فيروز عاشت مظلومة ومقهورة طوال حياتها، لكن مع أول خطأ لها تحولت في نظر الجميع إلى شخصية سيئة"، فهذا كان أحد أهداف المسلسل أن نقول إن خطأ واحدًا كفيلًا أن يدمر حياة بأكملها".
الانتقادات
لم ينج المسلسل من انتقادات الجمهور بسبب جرأة قصته، إذ يقول كريم العدل: "بعد عرض الحلقة الرابعة لفت انتباهي تغريدة على موقع تويتر وتعجبت منها، إذ طالب شخص الجمهور بمقاطعة العمل، لأنه مرآة لواقع سيئ نعيشه".
وتابع: "أحب أن أسمع جميع الانتقادات، وتعلمت ألا تؤثر عليّ بشكل سلبي، ومقتنع تمامًا بأنه لا توجد محظورات في الفن، ولا يوجد شيء يُسمى "لا يليق بالمجتمع العربي".
العشق الممنوع
كانت هناك الكثير من التعليقات، تقول إن قصة مسلسل أزمة منتصف العمر تتشابه بشكل كبير مع المسلسل التركي "العشق الممنوع"، لكن المخرج رد على ذلك قائلًا: "لم أشاهد مسلسل العشق الممنوع وكذلك كريم فهمي، وكاتب العمل أحمد عادل، لكن فهمنا من الناس أن وجه التشابه الوحيد هو العلاقة الممنوعة، وهو موضوع موجود في كل مكان، ومن حق أي شخص أن يتناوله بطريقته الخاصة".
جزء ثان
نفى مخرج العمل وجود جزء ثان للمسلسل معللًا ذلك: "أنا شخصيًا لا أحبذ فكرة "عصر" النجاح بشكل عام، الحالة الوحيدة التي أقبل فيها بجزء ثان، هو أن يكون شيء مرتب له من قبل، فيصبح الثاني عبارة عن تكملة لدراما الجزء الأول.
أما عن جديده الفني، فكشف كريم العدل أنه في المراحل الأولى من التحضيرات لفيلم سينمائي بعنوان "مجنون ليلى"، وهو من تأليفه.