تشهد أرقام شباك تذاكر دور السينما المصرية حاليًا صمودًا كبيرًا أمام التحديات الاقتصادية والأزمات التي يمر بها العالم، والتي تأثرت بها صناعة السينما العالمية، لكن الشواهد تؤكد أن الأفلام المصرية المعروضة حاليًا نجت من حالة الركود التي كانت تشكّل هاجسًا كبيرًا لصناع السينما، وساعد على ذلك عدة عوامل مجتمعة، حسبما يؤكد موزعون سينمائيون ونقاد.
حول ملامح الموسم الحالي، قال الموزع السينمائي محمود الدفراوي لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن هذا الموسم يضم 9 أفلام متنوعة، وهو رقم كبير تقسّم الإيرادات عليها، مشيرًا إلى أن ذلك حدث بسبب تلاحم المواسم السينمائية واختفاء موسم شم النسيم مع حلول شهر رمضان في مارس المقبل، وبالتالي طرح المنتجون أفلامهم مجتمعة في موسم منتصف العام الدراسي ورأس السنة، وأصبحت الإيرادات يتم توزيعها على هذه الأفلام.
ويتوقع "الدفراوي" أن تشهد صناعة السينما المصرية طفرة كبيرة خلال الفترة المقبلة، وأنها ستعرف طريقها إلى الازدهار على مستوى الجودة والإيرادات، تظهر ملامحه بشكل أكبر في موسمي عيد الفطر والأضحى المقبلين، وأيضًا الفترة التي بينهما، إذ سنشهد عودة موسم الصيف المعروف عنه بأنه أحد أبرز مواسم السينما، وسيتم طرح أفلام كثيرة لعدد كبير من النجوم، مؤكدًا أن الفترة المقبلة سيُعرض فيلم ينال لقب "الحصان الأسود" ولن يكون من بطولة نجم معروف.
وأشار الدفراوي إلى مجموعة كبيرة من الأفلام القوية التي سيتم طرحها في مواسم الأعياد المقبلة، منها فيلم "بيت الروبي" بطولة كريم عبد العزيز الذي بدأ تصويره، فيلم "السرب" بطولة أحمد السقا، و"أبو نسب" بطولة محمد إمام، وأيضًا فيلم لأحمد حلمي.
الوضع في الموسم السينمائي الحالي مقبول، هكذا أكد الموزع السينمائي، قائلًا: مع انتهاء الموسم يتوقع أن يحقق إيرادات مماثلة للعام الماضي بنفس الفترة، لكن المختلف هذا العام أن الإيرادات مقسمة على 9 أفلام، بينما في 2022 كانت من نصيب نصف هذا العدد تقريبًا، ورأينا أعمالًا تستحوذ على ملايين الإيرادات ومنها "الجريمة" بطولة أحمد عز، و"من أجل زيكو" بطولة كريم محمود عبد العزيز.
نصيب الأسد في شباك التذاكر بالموسم الحالي حصل عليه الفنان محمد هنيدي بفيلمه "نبيل الجميل أخصائي تجميل"، حسبما أكد الدفراوي، ويليه فيلم "شلبي" بطولة كريم محمود عبد العزيز، ثم "أخي فوق الشجرة" بطولة رامز جلال.
وتابع: "حققنا العام الماضي في موسم منتصف العام نحو 90 مليون جنيه، أما هذا العام فوصلت الإيرادات حتى الآن 60 مليونًا، والموسم ما زال مفتوحًا حتى شهر رمضان المقبل".
وحول ما تردد عن وجود اجتماع طارئ لغرفة صناعة السينما، نفى الدفراوي هذا الأمر، موضحًا أن الغرفة تجتمع كل فترة لمناقشة الظروف المحيطة بدور العرض وبالصناعة عامة ومحاولة ضبطها مثل أسعار التذاكر، وتعتبر اجتماعات دورية طبيعية ولا يوجد أي شيء مختلف، فلم يحدث شيء جديد لكي يتم مناقشته، وبالنسبة لأسعار التذاكر هناك بعض دور العرض تقوم برفعها على حسب الظروف المحيطة كمصروفات التشغيل، بينما أغلبها ثابتة على الأسعار القديمة.
فيما يرى سيد فتحي، مدير عام غرفة صناعة السينما، أن شباك تذاكر الموسم الحالي لم يغلق أو ينتهي بعد، وبالتالي لا يجوز تقييمه حاليًا، متمنيًا أن يشهد الموسم زيادة حتى تتضح الرؤية الكاملة.
فيما قال الناقد السينمائي أندرو محسن إن موسم هذا العام في تحسن، ويرى أن فيلم "نبيل الجميل أخصائي التجميل" حقق إيرادات كبيرة واقترب من إيرادات فيلم "الجريمة" الذي عرض في التوقيت ذاته من العام الماضي، ثم يأتي في المرتبة الثانية فيلم "شلبي" الذي حقق إيرادات قليلة مقارنة بفيلم "من أجل زيكو"، والاثنان من بطولة كريم محمود عبد العزيز، موضحًا أن ما يميز الموسم الحالي طرح إنتاجات سينمائية متنوعة بين الكوميديا والرومانسية والاجتماعية والعائلية والبطولة النسائية.
وأوضح "محسن" أن الإيرادات تعتبر أقل من العام الماضي ولكن ما زال الموسم مفتوحًا حتى شهر رمضان المقبل، وبالتأكيد سوف تزداد، منوهًا بأن غياب موسم شم النسيم بسبب حلول شهر رمضان في مارس لن يؤثر كثيرًا على الإيرادات لأنه ليس موسمًا سينمائيا قويًا من الأساس، كما أشار إلى أن عددًا من النجوم أصبحوا لا يكترثون بعرض أفلامهم في مواسم سينمائية بعينها.