في ظل أزمة ديموغرافية كبيرة تشهدها كوريا الجنوبية، كشفت صحيفة "كوريا تايمز" عن إغلاق أكثر من 4000 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية بجميع أنحاء البلاد.
وبحسب أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة التعليم الكورية الجنوبية، التي كشفت عنها، اليوم الأحد، النائبة جين سون مي من الحزب الديمقراطي الحاكم، فقد تم إغلاق 4008 مدارس تابعة لـ17 مكتبًا تعليميًا إقليميًا على مستوى البلاد حتى الآن مع استمرار انخفاض أعداد الطلاب.
وتشكّل المدارس الابتدائية النسبة الأكبر من حالات الإغلاق، حيث أُغلقت 3674 مدرسة نهائيًا، مقارنة بـ264 مدرسة متوسطة و70 مدرسة ثانوية. وخلال السنوات الخمس الماضية وحدها، أغلقت 158 مدرسة، ومن المتوقع إغلاق 107 مدارس أخرى خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويعد معدل المواليد في كوريا الجنوبية -وهو الأدنى في العالم بمعدل خصوبة إجمالي أقل من 0.8- السبب الرئيسي وراء هذا الانكماش، إذ تحتاج سول لمعدل إنجاب نحو 2.1 طفل لكل امرأة للحفاظ على عدد السكان كما هو، كما تشير وتيرة عمليات الإغلاق إلى أنه من المتوقع أن يتسارع انخفاض التسجيل في المناطق الإقليمية بدلًا من منطقة العاصمة.
وسجّل أكبر عدد من حالات إغلاق المدارس في مقاطعة شمال جولا، حيث تأثرت 16 مدرسة. تليها مقاطعة جنوب جولا بـ15 مدرسة، ثم مقاطعة جيونجي بـ12 مدرسة، وأخيرًا مقاطعة جنوب تشونجتشيونج بـ11 مدرسة.
وتشير التوقعات الديموجرافية الأوسع للبلاد إلى أن الانكماش سيزداد حدة في السنوات المقبلة، إن لم يكن في العقود المقبلة.
وتشير تقديرات المعهد الكوري الحكومي لتطوير التعليم إلى أن عدد طلاب المراحل الإعدادية والمتوسطة والثانوية يبلغ نحو 5.07 مليون طالب هذا العام، ومن المتوقع أن ينخفض لنحو 4.25 مليون طالب بحلول عام 2029، أي بانخفاض يزيد على 800 ألف طالب في غضون ست سنوات فقط. ويمثل هذا الرقم أقل من نصف عدد الطلاب المسجلين في ثمانينيات القرن الماضي، الذي تجاوز 10 ملايين طالب.
وتكشف بيانات الوزارة أيضًا عن ثغرات خطيرة في إدارة مواقع المدارس المغلقة. فمن بين 4008 مدارس أغلقت، لا تزال 376 مدرسة غير مستخدمة. ومن بينها، 266 مدرسة ظلت مهجورة لأكثر من عقد، و82 مدرسة ظلت مهجورة لأكثر من 30 عامًا.
وبحسب مكتب المشرع، تشير الأرقام إلى أن إدارة المتابعة وإعادة استخدام مرافق المدارس السابقة تتخلف عن سرعة عمليات الإغلاق، ما يثير مخاوف بشأن إهدار الأصول العامة.
قالت النائبة جين سون مي من الحزب الحاكم: "أغلق عدد كبير من المدارس بالفعل، وسيستمر هذا الوضع مع انخفاض أعداد الطلاب. يجب ألا نكتفي بإغلاق المدارس فحسب، بل يجب أن نضع خطة طويلة الأجل لإعادة توظيفها كموارد تخدم المجتمعات المحلية".