كشفت شبكة أطباء السودان، في بيان صادم اليوم السبت، عن مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم نساء وأطفال، في عمليات قتل جماعي استهدفت مدنيين على أساس عرقي بمناطق "أمبرو وسربا وأبوقمرة" بدارفور غرب السودان، عقب هجمات شنتها قوات الدعم السريع على تلك المناطق.
واستندت الشبكة في تقريرها إلى شهادات "مروعة" لناجين تمكنوا من الفرار والوصول إلى معسكرات النزوح في منطقة "الطينة" التشادية.
وأكدت الشهادات أن عمليات القتل جرت بشكل ممنهج ودوافع عرقية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية التي تجرم التطهير العرقي.
وحذَّرت الشبكة من أن هذه الجرائم تسببت في موجات نزوح هي الأكبر من نوعها نحو دولة تشاد، حيث يواجه اللاجئون أوضاعًا إنسانية وصفتها بـ"بالغة التعقيد". ويعاني الفارون من الموت نقصًا حادًا في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وتدهورًا كاملًا في الخدمات الصحية، وسط غياب تام للمأوى الآمن، ما يهدد حياة الآلاف من الفئات الضعيفة.
وشددت "أطباء السودان" على أن الصمت الدولي المستمر تجاه هذه المآسي يمثل "مشاركة غير مباشرة" في استمرار الانتهاكات.
ووجهت الشبكة نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته عبرالوقف الفوري للهجمات لوقف نزيف الدماء وعمليات التهجير القسري، ثم تأمين وصول المساعدات لضمان وصول إنساني آمن وغير مقيد للإغاثة والمستلزمات الطبية، والمحاسبة الدولية واتخاذ إجراءات رادعة ضد المتورطين في جرائم القتل الجماعي.
وخلص البيان إلى أن استمرار التصعيد العسكري في هذه المناطق ينذر بأكبر عملية لجوء ستشهدها المنطقة، ما قد يؤدي إلى كارثة إقليمية تفوق قدرات الاستجابة الحالية في معسكرات النزوح.
يُذكر أن قوات الدعم السريع حاصرت مدينة الفاشر لأكثر من عام ونصف العام، وارتكبت مجازر بحق سكان المدينة بعد السيطرة عليها في 26 أكتوبر الماضي، وفق تقارير إخبارية وشهادات ناجين فروا من المدينة.
ويعاني السودان من حرب مستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش الوطني ومتمردي الدعم السريع، ما أودى بحياة عشرات الآلاف، وأدى إلى نزوح نحو 13 مليون شخص.
وتشهد ولايات كردفان الثلاث في الأسابيع الأخيرة اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أجبرت عشرات الآلاف على النزوح، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كامل ولايات دارفور الخمس، باستثناء أجزاء من شمال دارفور، بينما يحتفظ الجيش بسيطرته على معظم الولايات الـ13 الأخرى، بما فيها الخرطوم.