أكَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه صاحب القرار النهائي في أي تسوية سلام بين أوكرانيا وروسيا، قائلًا في حوارٍ حصري مع صحيفة بوليتيكو الأمريكية إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لا يملك أي شيء حتى أوافق عليه"، مضيفًا: "سنرى ماذا لديه"، في إشارة واضحة إلى أن واشنطن ستكون الحكم الفاصل في مفاوضات إنهاء الحرب.
خطة السلام الجديدة
كشفت بوليتيكو أن زيلينسكي يستعد لمقابلة ترامب في فلوريدا، الأحد المقبل، حاملًا معه خطة جديدة تتكون من 20 نقطة لإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو ثلاث سنوات.
وتتضمن هذه الخطة، التي وصفها مسؤولون أوكرانيون بأنها محاولة لإظهار المرونة دون التخلي عن الأراضي، إنشاء منطقة منزوعة السلاح مع شرطٍ رئيسي هو انسحاب القوات الروسية من منطقة مماثلة في دونيتسك.
ومن المتوقع أن يركِّز اللقاء على ثلاثة محاور أساسية، وهي الضمانات الأمنية الأمريكية لأوكرانيا، وإدارة محطة زابوريجيا النووية، والسيطرة الإقليمية على منطقة دونباس الشرقية التي تطالب بها موسكو.
لكن ترامب ظهر بموقف حَذِر تجاه المبادرة الأوكرانية، قائلًا لبوليتيكو: "أعتقد أن الاجتماع قد يكون مُثمرًا، وأن الأمور ستسير على ما يرام معه ومع بوتين أيضًا"، مؤكِّدًا أنه يعتزم التحدث مع الرئيس الروسي "قريبًا، بقدر ما أريد".
وتأتي هذه التصريحات بعد يومٍ واحدٍ من إجراء زيلينسكي محادثات وصفها بـ"الجيدة" مع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي.
موسكو تتمسك بمطالبها
تشير تصريحات ترامب لبوليتيكو إلى أن مصير أوكرانيا بات مرهونًا بمدى قدرة كييف على إقناع البيت الأبيض بتقديم تنازلات كافية، في وقت يبدو فيه الرئيس الأمريكي مائلًا أحيانًا إلى الموقف الروسي إذا كان ذلك يعني وضع حدٍ للصراع.
وقد دفعت الإدارة الأمريكية زيلينسكي للتراجع عن مطالبه الأوليّة، بينما بدا ترامب في كثير من الأحيان فاقدًا للصبر إزاء المساومات المتكررة.
في المقابل، لم تتزحزح روسيا عن موقفها المتشدد، إذ لم تبدِ أي استعداد لقبول أقل من السيطرة الكاملة على المنطقة، ولم تتفاعل علنًا مع المقترح الأوكراني الأخير، ما يعكس الفجوة الواسعة التي لا تزال قائمة بين الطرفين.
غير أن ترامب أشار إلى نقطة ضعف محتملة في الجانب الروسي، قائلًا لبوليتيكو: "اقتصادهم في وضع صعب، صعب للغاية"، في إشارة إلى ورقة ضغط يمكن استخدامها في المفاوضات.