الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إسرائيل تعد جبهتها الداخلية.. بدء العد التنازلي لمواجهة عسكرية مع إيران

  • مشاركة :
post-title
الصواريخ الأيرانية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تتصاعد حدة الحملة الإعلامية والسياسية الإسرائيلية، في محاولة واضحة لإعداد الجبهة الداخلية لاحتمال نشوب مواجهة عسكرية جديدة مع طهران، وسط تحذيرات متكررة من مسؤولين أمنيين بشأن ما وصفوه بـ"التهديد الوجودي الإيراني المتصاعد".

إدراك الخطر الإيراني

كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة، بحسب ما أشارت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، عن تحول درامي في نظرة الإسرائيليين للتهديد الإيراني، إذ انخفضت نسبة من يرون في إيران خطرًا وجوديًا كبيرًا من 71% قبل مواجهة يونيو الماضي إلى 34% فقط حاليًا.

بينما يعتقد 41% أن التهديد موجود "بدرجة معينة"، مقابل 22% كانوا يحملون الرأي نفسه قبل ستة أشهر، في حين أكَّد 3% فقط أن إيران لا تشكِّل أي خطر مقارنة بـ7% سابقًا، ما يفسر جزئيًا التصعيد الإعلامي والسياسي الحالي لإعادة تضخيم الشعور بالتهديد.

طهران تعيد بناء قدراتها الصاروخية

نقلت إذاعة جيش الاحتلال، عن مصادر عسكرية إسرائيلية، أن المنظومة الأمنية تتابع بقلق متزايد جهود إيران لإعادة تأهيل منظومتها الصاروخية الباليستية وإنتاج صواريخ أرض-أرض بشكل واسع، إلى جانب ترميم منظومات الدفاع الجوي المتضررة.

وأشارت المصادر إلى ارتفاع ملحوظ في مستوى الحافزية الإيرانية؛ نتيجة إدراك طهران أن أي مواجهة مقبلة ستكون أكثر تعقيدًا.

وبينما تحدثت شبكة "إن بي سي" الأمريكية عن إنتاج إيران نحو ثلاثة آلاف صاروخ شهريًا، قللت الجهات العسكرية الإسرائيلية من هذه الأرقام، لكنها شددت على خطورة أي وتيرة إنتاج مهما كانت، بسبب تداعياتها الإستراتيجية.

استعراض القوة والاستعداد للمواجهة

رصد تحليل نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عودة إيران إلى خطاب التهديد واستعراض القوة العسكرية، إذ نفَّذت مناورات بحرية واسعة للحرس الثوري في خليج عمان تضمنت إطلاق صواريخ كروز وباليستية وطائرات مسيّرة، إضافة إلى تدريبات مشتركة تحت اسم "سهند 2025" بمشاركة دول منظمة شنجهاي، واختبار نظام إنذار طوارئ مدني عبر الهواتف المحمولة.

وأوضح التحليل أن هذه الخطوات تهدف لمنع الحرب عبر التحضير لها وليس لإشعالها، خاصة بعد أن كشفت مواجهة يونيو فجوة بين النشاط الاستخباري الإسرائيلي والاستعداد الإيراني، ما دفع طهران لإعادة النظر في بنيتها الأمنية والاستعداد نفسيًا وسياسيًا وعسكريًا.

السيناريو الأخطر

حذَّر المعلق العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، داني سيتيرينوفيتش، من أن إيران، رغم عدم رغبتها في مواجهة مباشرة، قد تبادر بالهجوم أولًا إذا شعرت أن إسرائيل تخطط لضربها لتفادي عنصر المفاجأة.

وأشار إلى أن طهران تفضل عدم خوض المعارك على أراضيها، لكنها ترفع جاهزية منظوماتها الإستراتيجية لإرسال رسائل ردع غير مباشرة.

وأضاف أن أي ترقية في القدرات الإيرانية يقابلها ارتفاع في مستوى التهديد المتبادل، ومع غياب خطوط حمراء واضحة بين الطرفين، يتزايد احتمال التصعيد كلما ظنَّت طهران أن إسرائيل تستعد للهجوم.

خطاب التخويف الرسمي

وصف رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير التهديد الصاروخي الإيراني بأنه "تهديد فوق تقليدي" أو "دون نووي"، زاعمًا أنه يشكِّل "خطرًا وجوديًا حقيقيًا لا يقل عن التهديد النووي نفسه".

وقال زامير إنه في قلب أطول الحروب وأكثرها تعقيدًا في تاريخ إسرائيل تقف الحملة ضد إيران، متهمًا طهران بتمويل وتسليح ما أسماه "طوق الخنق حول إسرائيل".

وأشار تحليل "يديعوت أحرونوت" إلى أن القيادة السياسية والأمنية تتابع التطورات الإيرانية بقلق شديد، وسط تقديرات بعودة خيار توجيه ضربة عسكرية لإيران إلى طاولة النقاش، مع استعداد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمناقشة السيناريوهات المحتملة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما المرتقب.