حذّرت إسرائيل إدارة ترامب، خلال عطلة نهاية الأسبوع، من أن مناورات صاروخية يجريها الحرس الثوري الإيراني قد تكون تمهيدًا لضربة محتملة على إسرائيل، وفقًا لثلاثة مصادر إسرائيلية وأمريكية مطّلعة على الأمر، بحسب موقع "أكسيوس".
وأفادت مصادر إسرائيلية بأنه، رغم أن المعلومات الاستخباراتية التي جُمعت لا تُظهر سوى تحركات للقوات داخل إيران، فإن تقبّل جيش الدفاع الإسرائيلي للمخاطر أصبح أقل بكثير مما كان عليه في السابق، وذلك بعد عامين من الحرب العنيفة على قطاع غزة في أعقاب عملية "طوفان الأقصى".
وأشار أحد المصادر إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد أثارت مخاوف مماثلة قبل ستة أسابيع، عقب رصد تحركات صاروخية إيرانية، إلا أن ذلك لم يُسفر عن أي تطورات لاحقة.
وقال مصدر إسرائيلي آخر إن احتمالية وقوع هجوم إيراني تقل عن 50%، لكن لا أحد مستعد للمخاطرة والقول ببساطة إنها مجرد مناورة. وفي السياق ذاته، أفاد مصدر أمريكي لموقع "أكسيوس" بأن الاستخبارات الأمريكية لا تملك حاليًا أي مؤشرات على قرب وقوع هجوم إيراني.
اتصالات عسكرية إسرائيلية أمريكية
وفي سياق متصل، ذكرت المصادر أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، أجرى اتصالًا هاتفيًا بقائد القيادة المركزية الأمريكية، الأدميرال براد كوبر، يوم السبت، أبلغه خلاله بقلق إسرائيل إزاء المناورات الصاروخية التي بدأها الحرس الثوري الإيراني قبل أيام.
وأوضحت المصادر أن زامير أبلغ كوبر بأن التحركات الصاروخية الإيرانية الأخيرة، وغيرها من الخطوات العملياتية، قد تشكّل غطاءً لهجوم مفاجئ، وحثّ على تعزيز التنسيق الوثيق بين القوات الأمريكية والإسرائيلية بشأن الاستعدادات الدفاعية.
سوء تقدير متبادل
وكان كوبر قد وصل إلى تل أبيب أمس الأحد، حيث عقد اجتماعًا مع زامير وكبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي لمناقشة تطورات الوضع. وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق، كما لم ترد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) فورًا على طلب للتعليق.
وذكرت المصادر أن الخطر الأكبر يتمثل في احتمال اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران نتيجة سوء تقدير متبادل، إذ يعتقد كل طرف أن الآخر يخطط للهجوم، ويسعى إلى استباقه.
إعادة بناء القدرات الصاروخية
وقالت مصادر إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرغب في مناقشة جهود إيران لإعادة بناء قدراتها الصاروخية الباليستية، وإمكانية توجيه ضربة أخرى ضد إيران في عام 2026. وكانت شبكة "NBC News" أول من نشر خبر نية نتنياهو مناقشة هذه المسألة مع ترامب.
وأكدت مصادر إسرائيلية لموقع "أكسيوس" أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ترصد مؤشرات مبكرة على شروع إيران في تعزيز قدراتها الصاروخية مجددًا، بدافع أقوى مما كان عليه الوضع منذ حرب الأيام الاثني عشر في يونيو الماضي.
وأفادت المصادر بأن إيران لم يتبقَّ لديها في نهاية الحرب سوى نحو 1500 صاروخ، بعد أن كانت تمتلك قرابة 3000 صاروخ قبل اندلاعها، إضافة إلى فقدان 200 منصة إطلاق من أصل 400 منصة كانت بحوزتها.
وأضافت المصادر أن الإيرانيين بدأوا باتخاذ خطوات لإعادة بناء قواتهم الصاروخية، إلا أنهم لم يعودوا بعد إلى المستوى الذي كانوا عليه قبل الحرب.
وأشارت المصادر إلى أن المخابرات العسكرية الإسرائيلية والموساد لا يعتقدان أن وتيرة إعادة البناء الإيرانية تستدعي تحركًا عسكريًا عاجلًا خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة، لكنهما يحذّران من أن الأمر قد يصبح أكثر إلحاحًا في وقت لاحق من العام.