شهد المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية – الإفريقية، اليوم السبت، نقاشات معمّقة حول سبل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والتنموي بين روسيا وإفريقيا، إلى جانب التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور بما يخدم المصالح المشتركة ودعم السلم والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية.
وتركزت النسخة الثانية من المؤتمر الوزاري على قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار، ودعم الاستقرار والسلم والأمن وتحقيق التنمية.
قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، إن انعقاد المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية يحمل أهمية كبيرة في سياق العلاقات المتنامية بين روسيا ودول القارة.
وأضاف "حليمة"، خلال مداخلة هاتفية على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا المنتدى يُعد إحدى الآليات المهمة التي تعتمدها القوى الدولية الكبرى في تعاونها مع إفريقيا، على غرار الشراكات القائمة بين القارة وقوى دولية أخرى.
وأكد نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، أن هذه الشراكة تكتسب زخمًا إضافيًا مع الاستعداد للقمة الروسية الإفريقية المرتقبة عام 2026، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تطورات متسارعة على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا
أكد السفير صلاح حليمة، أن الشراكة الروسية الإفريقية تستند إلى جذور تاريخية ممتدة، خاصة مع بعض الدول وفي مقدمتها مصر، حيث تعود إلى فترات سابقة من التعاون المشترك في قضايا التحرر وبناء الدولة الوطنية، موضحًا أن المرحلة الراهنة تمثل مسارًا جديدًا للتعاون في ظل تعقيدات النظام الدولي وتعدد الأقطاب، بما يقوم على مبادئ التوازن والعدالة ويتوافق مع أجندة الاتحاد الإفريقي.
وأشار إلى أن مجالات التعاون ذات الأولوية تشمل الطاقة والبنية التحتية والنقل والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلى جانب تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية، لافتًا إلى أن هذا التوجه يرتبط بما تمتلكه القارة من إمكانيات كبيرة لتحقيق التنمية المستدامة، وعلى رأسها منطقة التجارة الحرة الإفريقية، التي كان لمصر دور فاعل في إنشائها وتفعيلها، بما يدعم الاندماج الإقليمي والتكامل القاري داخل إفريقيا.
تحرر القارة الإفريقية
وقال تشارلز أونونايجو، كبير الباحثين الزائرين في معهد السياسات الإفريقية، إن العلاقات الإفريقية-الروسية تُعد علاقات قوية رغم ما واجهته من معوقات، مشيرًا إلى أنها تعززت عبر مراحل تاريخية متعاقبة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
وأوضح "أونونايجو"، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن مرحلة تحرر القارة الإفريقية من الاحتلال الأوروبي أسهمت في فتح صفحة جديدة من التعاون بينها وبين روسيا.
وأكد كبير الباحثين الزائرين في معهد السياسات الإفريقية، أن هذه الشراكة لا تخدم القارة فحسب، بل تسهم أيضًا في بناء نظام عالمي أكثر توازنًا، في ظل التحولات الجارية على الساحة الدولية، مشددًا على أهمية الدور الروسي في دعم الدول الإفريقية خلال المرحلة الأخيرة.
نتائج ملموسة
أكد تشارلز أونونايجو، أن المؤتمر الوزاري لمنتدى الشراكة الروسية-الإفريقية من المتوقع أن يكون له تأثير كبير في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة بين الجانبين، مشددًا على أن هناك ثقة كبيرة في أن تسفر أعمال المؤتمر عن نتائج ملموسة تعكس مستوى التعاون والثقة المتبادلة بين إفريقيا وروسيا.
وأشار إلى أن التعاون بين الجانبين يشمل مجالات متعددة، من بينها الذكاء الاصطناعي، والتقدم التكنولوجي، والسلام، والأمن، مستشهدًا بنيجيريا كنموذج للتعاون القوي مع روسيا، خاصة في المجالات الاقتصادية، حيث شهد حجم التعاون بين البلدين تطورًا ملحوظًا منذ تسعينيات القرن الماضي.
وأكد أن الزخم الحالي في العلاقات الإفريقية-الروسية سيكون له تأثير واضح في مختلف المجالات مستقبلًا، داعيًا إلى البناء على هذا التعاون لتحقيق مصالح مشتركة تخدم الأجيال القادمة في الجانبين.