في سياق التجارب السينمائية السعودية التي تسعى إلى كسر القوالب التقليدية والغوص في أعماق النفس البشرية، يبرز فيلم "مسألة حياة أو موت" كعمل فني مختلف، يجمع بين العمق الإنساني والطرح الجريء، مستندًا إلى رؤية إبداعية مشتركة بين صناعه.
وفي حديث خاص لموقع "القاهرة الإخبارية"، يكشف المخرج السعودي أنس باطهف عن كواليس هذا العمل، وطبيعة تعاونه مع الفنانة السعودية سارة طيبة، ورسائل الفيلم وردود الفعل التي حصدها خلال عرضه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
شخصيات مركبة
قال المخرج السعودي أنس باطهف، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن تعاونه مع الفنانة سارة طيبة يمتد منذ فترة طويلة، موضحًا أن فيلم "مسألة حياة أو موت" ليس التجربة الأولى التي تجمعهما، إذ سبق أن عملا معًا في عدة مشاريع، كان الحوار وتبادل الأفكار عنصرًا أساسيًا فيها.
وأضاف: "سارة طيبة عرضت عليَّ فكرة الفيلم، فوجدت فيها مشروعًا مختلفًا وجديدًا، الأمر الذي أثار حماسي منذ اللحظة الأولى"، مشيرًا إلى أن القصة تحمل قدرًا كبيرًا من المشاعر الإنسانية، وتضم شخصيات معقدة ومركبة، ما جعله يستمتع بالتجربة على المستويين الفني والإنساني.
وأكد أن بينه وسارة طيبة تقاربًا كبيرًا في الرؤى والأفكار، إضافة إلى كيمياء فنية واضحة، وهو ما أسهم في خروج العمل بصورة مميزة ومغايرة.
طرح الفيلم تجاريًا
وأوضح أنس باطهف أن سارة طيبة، بصفتها كاتبة، قدمت سيناريو متكاملًا ومميزًا، استطاع أن يعكس عمق الشخصية الرئيسية وتعقيداتها، كما أنها، كممثلة، أدت الشخصية من زاويته الإخراجية الخاصة، وتمكنت من إيصال مشاعر شخصية "حياة" إلى الجمهور بصدق واحترافية.
وعن إمكانية طرح الفيلم ضمن العروض التجارية، أشار المخرج السعودي إلى أنه يفضل تقديم هذا النوع من الأعمال، موضحًا أن الفيلم يحمل مقومات تجارية، كونه يتضمن عناصر ترفيهية ممتعة تجعل المشاهد يخرج من القاعة وقد نال جرعته من المتعة، إلى جانب رسالة فكرية وعمق إنساني في الوقت ذاته، مؤكدًا أن هذا التوازن هو ما يسعى إليه في مشاريعه السينمائية.
وحول الرسالة التي يتمنى أن تصل إلى الجمهور بعد مشاهدة العمل، قال: "أطمح إلى أن يخرج المشاهد وهو يشعر بحالة من تداخل المشاعر، شبيهة بتلك التي تعيشها شخصية "حياة"، فهي شخصية مركبة تمر بمشاعر متناقضة ومتنوعة، بين الضحك والبكاء، الفرح والغضب، وهو ما أراد أن يختبره الجمهور خلال مشاهدة الفيلم".
مشاركة في "البحر الأحمر"
أما عن ردود فعل الجمهور بعد عرض الفيلم ضمن فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، فقد عبّر أنس باطهف عن سعادته الكبيرة بالتفاعل اللافت، مؤكدًا أن القاعة كانت ممتلئة بالحضور، وشهد العرض تفاعلًا قويًا تمثّل في الضحك والتصفيق والتجاوب الحي مع أحداث الفيلم.
واختتم حديثه بالتأكيد على سعادته وفريق العمل بعرض الفيلم في "بيتهما"، "مهرجان البحر الأحمر السينمائي"، معتبرًا المشاركة في هذا الحدث شرفًا كبيرًا ودافعًا لمواصلة تقديم تجارب سينمائية صادقة ومختلفة.