بعد أيام من إعلان صفقة التسليح الأكبر بين أمريكا وتايوان، وبعد إعلان الرئيس التايواني لاي تشينج تي عزمه طرح ميزانية دفاعية تكميلية بقيمة 40 مليار دولار لتعزيز ما وصفه بـ"القدرات غير المتكافئة" للجزيرة، رفعت الصين من كفاءة قواتها في مواجهة تلك التهديدات التي وصفتها بأنها تعدى على وحدة أراضيها.
حرب المدن
بحسب التلفزيون المركزي الصيني "سي سي تي في"، أجرى الجيش الصيني تدريبات بالذخيرة الحية ركّزت على حرب المدن، شملت المناورات عمليات استطلاع واقتحام وتطهير واحتلال مناطق مبنية، في سيناريو يحاكي القتال داخل مدن مدمرة.
وظهرت وحدات مشاة تتحرك في مركبات تكتيكية خفيفة محمية، مزودة بمدافع رشاشة ثقيلة وأبراج استطلاع، قبل السيطرة على مبانٍ وصفت بأنها حيوية للبنية التحتية.
وأظهر الفيديو جنودًا مسلحين ببنادق هجومية وصواريخ مضادة للدبابات محمولة على الكتف، وهم يناورون وسط حواجز مشتعلة وأسلاك شائكة وركام خرساني.
وترى صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، أن هذه التدريبات تحمل رسائل سياسية وعسكرية واضحة، خصوصًا في ظل تصعيد بكين ضغوطها على تايوان منذ تولي "لاي"، المعروف بمواقفه المؤيدة للاستقلال، منصبه العام الماضي.
وشرع الجيش الصيني في بناء هياكل تشبه المباني الحكومية الرئيسية في تايوان في قاعدة عسكرية في منغوليا الداخلية، وفقًا لصور الأقمار الصناعية من وقت سابق من هذا العام.
وفي أبريل، أجرت قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني تدريبًا أطلق عليه اسم "ستريت ثاندر-2025A" الذي تضمن هجمات دقيقة على محطة للغاز الطبيعي المسال تحاكي محطة استقبال رئيسية للغاز الطبيعي المسال في ميناء كاوهسيونج، على الساحل الجنوبي لتايوان.
أمريكا تسلح تايوان
وتزامنًا مع التدريبات العسكرية الصينية، أعلنت أمريكا عن صفقة تمثل تحولًا نحو أنظمة الأسلحة التي تركّز تحديدًا على منع أي إنزال صيني على شواطئ تايوان، وابتعادًا عن العناصر باهظة الثمن مثل طائرات إف-16 المقاتلة والسفن الحربية التي فضلت تايبيه شراءها في السنوات الماضية.
وأثبتت تلك الأسلحة بحسب صحيفة "نيكي آسيا" فعاليتها في تدمير الدبابات الروسية ومراكز القيادة في أوكرانيا.
وتشمل هذه المعدات 82 نظامًا صاروخيًا مدفعيًا عالي الحركة (HIMARS) و420 نظامًا صاروخيًا تكتيكيًا للجيش (ATACMS) بقيمة 4.05 مليار دولار؛ و60 مدفع هاوتزر ذاتي الدفع و60 مركبة مجنزرة لنقل الذخيرة بقيمة 4.03 مليار دولار؛ و1050 صاروخ جافلين ومعدات ذات صلة بقيمة 375 مليون دولار؛ و1545 صاروخًا موجهًا سلكيًا يتم إطلاقها من الأنابيب ويتم تتبعها بصريًا بقيمة 353 مليون دولار.
كما تضمنت قائمة المبيعات نظام ALTIUS-700M من شركة Anduril، وهو عبارة عن ذخائر متسكعة (لمهاجمة الأهداف مباشرة) وطائرات بدون طيار (UAVs) تم وصفها بأنها طائرات كاميكازي بدون طيار، بقيمة 1.1 مليار دولار.
وفي السياق، قال الأدميرال المتقاعد في البحرية الأمريكية مارك مونتجمري، وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مركز أبحاث في واشنطن، إن "هذه الحزمة مليئة بالأسلحة التي ستجعل من الصعب تنفيذ ودعم وجود صيني في تايوان".
وأضاف: "ستساعد الطائرات المسيّرة في منع القوات الصينية من الوصول إلى الشاطئ وفي المناورة بعد وصولها".
فيما، أكد روبرت هاموند تشامبرز، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي التايواني (USTBC)، أن صواريخ (HIMARS) والمدافع يمكن أن تلعب دورًا أساسيًا في تدمير السفن وسفن الإنزال التي تسعى إلى إنزال القوات الصينية على شواطئ تايوان وأي قوات تمكنت من إنشاء موطئ قدم.