وضعت بطولة كأس الأمم الإفريقية 2023 في كوت ديفوار معيارًا عاليًا لكل الدول المنظمة، لكن النسخة الخامسة والثلاثون من البطولة القارية، التي تقام في الفترة من 21 ديسمبر إلى 18 يناير، ستتجاوز ذلك وفقًا للمنظمين في المغرب.
ولأول مرة في تاريخ البطولة، سيحظى كل فريق بمقر خاص وفندق مخصص له، على غرار ما هو معمول به في بطولات كأس العالم وبطولات أوروبا. كما أُنشئت أربعة ملاعب جديدة خصيصًا للبطولة، بينما خضعت الملاعب الخمسة المتبقية -وهي جميعها حديثة نسبيًا- لعمليات تجديد مؤخرًا.
وأعلن فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، في نوفمبر، عن بيع أكثر من 800 ألف تذكرة، وهو رقم قياسي لبطولة كأس الأمم الإفريقية.
كما يمكن للجماهير التطلع إلى بنية تحتية ممتازة في المغرب، إذ يربط خط سكة حديد فائق السرعة -وهو الوحيد من نوعه في القارة- المدن الثلاث المضيفة للبطولة، وهي طنجة والرباط والدار البيضاء، التي تضم ستة ملاعب مخصصة للبطولة. وقد صرح باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أن هذه النسخة ستكون "أفضل نسخة من كأس الأمم الإفريقية على الإطلاق".
على مدى سنوات عديدة، نفّذ المنتخب المغربي لكرة القدم سلسلة من الإصلاحات التي بدأت تؤتي ثمارها. ففي كأس العالم 2022 في قطر، أصبح أول منتخب إفريقي يصل إلى نصف نهائي البطولة، وحقق المركز الرابع في نهاية المطاف.
وواصل المغرب نجاحاته بعد ذلك، ففي عام 2024 فاز بالميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، وفي عام 2023 توّج المنتخب بكأس الأمم الإفريقية تحت 23 عامًا، وفي عام 2025 فاز بالبطولة نفسها تحت 17 عامًا، وفي العام نفسه فاز منتخب تحت 20 عامًا بكأس العالم.
وبحسب شبكة "دويتش فيله" الألمانية، سيكون فوز "أسود الأطلس" في البطولة التي تُقام على أرضه بمثابة تتويج رائع، لكن المنافسة شرسة.
يسعى المنتخب المغربي -خصم ألمانيا في دور المجموعات لكأس العالم 2026- للدفاع عن لقبه، كما يطمح منتخب السنغال -أحد عمالقة كرة القدم في إفريقيا- إلى تحقيق إنجاز كبير، وينطبق الأمر نفسه على الجزائر، جارة المغرب ومنافسه التقليدي.
وتُعد تونس ونيجيريا (وصيفة كأس الأمم الإفريقية 2024) وجنوب إفريقيا (المركز الثالث في 2024) وجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي لا يزال بإمكانها التأهل لكأس العالم 2026 عبر الملحق في الربيع المقبل، من أبرز المرشحين للفوز باللقب. ولا ينبغي إغفال مصر، التي تضم محمد صلاح، أحد أفضل لاعبي كرة القدم في إفريقيا.
أهم النجوم في البطولة
تجمع بطولة كأس الأمم الأفريقية أفضل لاعبي القارة. ومن أبرز نجوم البطولة هذا العام: أشرف حكيمي، لاعب منتخب المغرب ونادي باريس سان جيرمان (بطل دوري أبطال أوروبا)، فيكتور أوسيمين، لاعب منتخب نيجيريا وجالاتا سراي، برايان مبويمو من الكاميرون ومانشستر يونايتد، إدموند تابوسبا من بوركينا فاسو، الذي يلعب لباير ليفركوزن، إيلمان ندياي من السنغال وإيفرتون، وبيير إيمريك أوباميانج لاعب مارسيليا ومنتخب الجابون، إلى جانب عمر مرموش، نجم منتخب مصر ومانشستر سيتي.
مع ذلك، ستتجه الأنظار جميعها نحو صلاح، إذ يُعدّ مهاجم ليفربول البالغ من العمر 33 عامًا الهداف التاريخي لناديه في الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 190 هدفًا.
بالنسبة لجماهير كرة القدم الإفريقية، فيُطرح سؤال آخر: هل سينجح صلاح في قيادة منتخب مصر -حامل الرقم القياسي- للفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية للمرة الثامنة؟
ستشارك سبعة منتخبات على الأقل من المنتخبات المشاركة في بطولة كأس الأمم الإفريقية بالمغرب في كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وقد ينضم منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية كمنتخب ثامن، وتُعدّ بطولة كأس الأمم الأفريقية فرصةً ذهبيةً لمواهب هذه المنتخبات لعرض مهاراتهم.
وينطبق هذا على الإيفواري يان ديوماندي، البالغ من العمر 19 عامًا، والذي تألق مؤخرًا مع نادي لايبزيج الألماني، وكذلك على مواطنه بازومانا توريه، البالغ من العمر 19 عامًا أيضًا، والذي يبرز نجمه في نادي هوفنهايم.
يسعى إبراهيم مباي، البالغ من العمر 17 عامًا، إلى ترك بصمته مع المنتخب السنغالي، إذ يحصل على وقت لعب متزايد رغم صغر سنه في باريس سان جيرمان.
ويأمل شمس الدين طالبي، البالغ من العمر 20 عامًا، الذي يلعب بانتظام مع سندرلاند الصاعد حديثًا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، في الانضمام إلى تشكيلة المنتخب المغربي المضيف لكأس الأمم الإفريقية.
وينطبق الأمر نفسه على تايلون سميث، لاعب منتخب جنوب إفريقيا البالغ من العمر 20 عامًا، والذي يلعب حاليًا مع فريق تحت 21 عامًا لنادي كوينز بارك رينجرز الإنجليزي، لكن طموحاته أكبر من ذلك.
منتخبات يمكنها التألق في "الكان"
من أبرز ما يميز بطولة كأس الأمم الإفريقية هو وجود منتخبات غير مرشحة للفوز، غالبًا ما تُحقق إنجازات كروية رائعة في البطولة.. هل ستتمكن جزر القمر من بلوغ دور الـ16 مجددًا في كأس الأمم الإفريقية بالمغرب، كما فعلت في مشاركتها الوحيدة السابقة عام 2021؟
هل يستطيع منتخب بنين، الذي كاد أن يتأهل لكأس العالم، بلوغ ربع النهائي كما فعل عام 2019؟ أم سيُحدث المنتخب السوداني مفاجأة مدوية ويُدخل بعض البهجة إلى شعبه الذي يعاني من التوترات الداخلية.