يواصل عمال الإنقاذ في تركيا عملهم "بشق الأنفس"، تحت الكتل الخرسانية وهم يدعون ربهم بالنجاة لأنفسهم ولمن قد يجدونهم أحياءً، وحتى الآن نجحوا في انتشال 20 ألف شخص من تحت أنقاض الزلزال، حسبما ذكر وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة.
ونجح فريق إنقاذ في انتشال رضيع عمره عشرة أيام فقط، يدعى ياجيز أولاس، ظل حيًا لأربعة أيام مع والدته في مبنى منهار، ونُقل إلى مركز طبي ميداني في سامانداج، بمقاطعة هاتاي، الجمعة.
وأظهرت لقطات فيديو من وكالة إدارة الكوارث التركية عمال الطوارئ وهم ينقلون والدته التي كانت ضعيفة وشاحبة في حالة ذهول.
فيما أظهرت مقاطع مصورة نشرتها أجهزة التصدي للكوارث، لحظات إنقاذ سبعة أطفال على الأقل، والذي ألهم صمودهم المذهل فرق البحث التي أنقذت أيضًا عددًا من البالغين من تحت الأنقاض.
وعملت أطقم إنقاذ، من بينها فرق مُتخصصة من عشرات البلدان، طوال الليل وسط أنقاض آلاف المباني المحطمة، وفي درجات حرارة شديدة البرودة، وكان العمال يطالبون بالتزام الصمت، بينما يرهفون السمع ليلتقطوا أي صوت يدل على حياة وسط أكوام الخرسانة.
ورصد مقطع مصور نشرته من وزارة الدفاع التركية عمال إنقاذ يرتدون ملابس برتقالية دسوا أنفسهم في فجوة أسفل مبنى متهدم، ليجدوا طفلًا صغيرًا يبكي والغبار يملأ عينيه قبل أن يهدئوا من روعه ويمسحوا وجهه، في بلدة كهرمان مرعش التركية.
وأطل وجه خائف لصبي آخر في مبنى مُدمر تمامًا، وغلبت صيحاته صوت آلات التنقيب والإزالة، التي كانت تحاول إنقاذ العالقين في مدينة ديار بكر، التي حولت قوة الزلزال التي بلغت 7.8 درجة وتوابعه المباني السكنية إلى أكوام من الأنقاض والركام.
وبعد أن صنع عمال الإنقاذ حفرة أوسع، أسعفوا الطفل بالأكسجين وحملوه بعيدًا وتبعته والدته، مثلما حدث في حالة الطفل "ياجيز"، بعد 103 ساعات من وقوع الزلزال.