علاقة أزلية عمرها آلاف السنين، تحوي داخلها ذاكرة التاريخ ومحطاته الفاصلة في تحديد مصير المنطقة برمتها، تلك هي العلاقة بين القاهرة ودمشق، التي تأبى أن تنزوي خلف أطنان من الركام، وتطورات سياسية متلاحقة عصفت بالإقليم قبل عقد؛ لتعلن الدولتان أنهما في قلب الأزمة "جسد واحد"، وأن ما يصيب دمشق وحلب يتردد صداه في وادي النيل.
ووفق الأمم المتحدة، فإن مصر كانت أول فريق دولي يصل سوريا لتقديم مساعدات الإغاثة لإنقاذ ضحايا الزلزال المدمر، وتقدم الدعم لأبناء سوريا المتضررين.
وبتوجيهات من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أرسلت مصر ثلاثة طائرات عسكرية محملة بمساعدات إغاثية وطبية عاجلة للأشقاء السوريين، فيما أجرى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا بنظيره السوري بشار الأسد، أكد فيه تضامن القاهرة مع دمشق في مصابها الأليم، مشيرًا إلى توجيهه بتوفير وتقديم جميع أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا، فيما أعرب الأخير عن امتنانه للعلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
ومن جهته، قدم الهلال الأحمر المصري نحو 100 طن مساعدات لمتضرري الزلزال الذي وقع بسوريا الإثنين الماضي، وبحسب محمد نادر العمري، الكاتب والباحث السوري، فإن القاهرة ودمشق إقليمان لم ينفصلا، إذ تعرضا في آن واحد لجميع أشكال التهديد من القِدم وحتى في العصر الحديث عند سقوط نظام جماعة الإخوان المسلمين، الذي كان يسعى للانتشار في المنطقة.
وقال "العمري"، لـ"القاهرة الإخبارية" من دمشق، أن هناك العديد من حالات الزواج بين السوريين والمصريين واللبنانيين والعراقيين، واصفًا سوريا بقلب العروبة النابض، كما وصفها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
أوضح الكاتب والمحلل السوري، أن سوريا اليوم لا تعزي نفسها بل تعزي العروبة أجمع.