الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مع اقتراب انتهاء مهلة نزع السلاح.. إسرائيل تستعد لمواجهة حزب الله

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترمب والأمين العام لحزب الله نعيم قاسم

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تستعد إسرائيل لمواجهة عسكرية مع حزب الله، مع اقتراب الموعد النهائي لنزع سلاحه جنوب نهر الليطاني، نهاية العام الجاري، وبحسب تقديرات مسؤولين إسرائيليين فإن حزب الله يتعافى ويتعزز بوتيرة أسرع، والمواجهة معه باتت حتمية، بحسب "يديعوت أحرنوت" العبرية.

ورغم رغبة إسرائيل في توجيه ضربة جديدة، فإن واشنطن ترى إمكانية منع التصعيد مع حزب الله، وسط تراجع الدعم الأمريكي لعمل عسكري إسرائيلي واسع ضد الحزب في هذه المرحلة.

ويتبقى أسبوعان فقط على الموعد النهائي المحدد لنزع سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني، نهاية العام، وسط تقديرات إسرائيلية ترجّح أن المواجهة العسكرية باتت شبه حتمية، في ظل ما تعتبره تل أبيب تعافيًا متزايدًا للحزب وقدرته على إعادة بناء قوته بوتيرة تفوق حجم الخسائر التي يتكبدها، في المقابل ترى الولايات المتحدة أن الفرصة ما زالت قائمة لتجنّب انفجار الأوضاع.

غارات جيش الاحتلال الإسرائيل في لبنان

غارات إسرائيلية

وفي السياق ذاته، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف مواقع وعناصر حزب الله في جنوب لبنان، وسط مزاعم رفض الحزب الاستجابة لمطالب نزع السلاح. 

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، تنفيذ غارتين منفصلتين استهدفتا سيارتين، إحداهما في بلدة الطيبة، والأخرى في منطقة جدرا شمال مدينة صيدا.

ووفق تقارير لبنانية، أسفرت الغارتان عن مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين، من بينهم 3 عناصر من قوات الأمن اللبنانية كانوا في موقع الهجوم.

وأبلغت إسرائيل، الجانب الأمريكي أن عملياتها ضد حزب الله لم تحقق التأثير المطلوب، مشيرة إلى أن التنظيم ينمو أكثر مما يتضرر، ومشددة على أن الجيش اللبناني لا يقوم بإجراءات كافية على الأرض.

ولا تزال واشنطن تُبدي تحفظًا إزاء شن هجوم عسكري واسع، في ظل تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرارًا أن "السلام" يُشكل جوهر إرثه السياسي، ما يجعل احتمالات تجدد الحرب في لبنان مرتفعة، لكنها غير محسومة حتى الآن.

جيش الاحتلال الإسرائيلي
خلاف تل أبيب وواشنطن

وتزعم إسرائيل أن التصعيد بات الخيار الوحيد، معتبرة أن الحكومة اللبنانية تسعى إلى نزع سلاح حزب الله لكنها غير قادرة على تنفيذ ذلك، بينما تدعم واشنطن هذا التقييم من حيث المبدأ، فإنها لا تزال تعتقد بإمكانية احتواء الأزمة.

وقال مسؤول أمريكي، إن هناك مؤشرات إيجابية داخل لبنان، لافتًا إلى تحسّن قدرات الجيش اللبناني، وإلى تفاؤل الرئيس اللبناني جوزاف عون، مضيفًا: "نأمل أن نقترب من مرحلة لا يشكل فيها حزب الله تهديدًا للبنان أو لإسرائيل، لكن هذه عملية معقدة وتحتاج إلى وقت".

وخلال الأيام الماضية، وصف ترامب حزب الله بأنه "مشكلة"، قائلًا: "سنرى ما سيحدث". وفي سياق متصل، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، توم باراك، سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا، الذي سبق أن تولى ملفات متعلقة بلبنان.

في السياق ذاته، نظّم الجيش اللبناني جولة ميدانية لعدد من السفراء، بينهم ممثلون عن الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا، إضافة إلى دول أخرى، شملت عرض أنشطته في مختلف المناطق اللبنانية، بما في ذلك ما وُصف بأنه نفق تابع لحزب الله.

غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان
تحذيرات دولية

ونقلت صحيفة واشنطن بوست، عن مصادر مطلعة، أن منسقين دوليين حذروا، خلال زياراتهم الأخيرة إلى لبنان، من احتمال تنفيذ هجوم إسرائيلي واسع النطاق، مع غموض بشأن توقيته. 

ودعا مسؤولون أمريكيون، إسرائيل خلال الأسابيع الماضية، إلى ضبط النفس، مُعتبرين أن أي تصعيد كبير قد يقوّض التفاهمات القائمة بالمنطقة.

وفي مطلع الشهر الجاري، وبعد إحاطة استخباراتية قدمها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى المبعوثة الأمريكية مورجان أورتاجوس، قال مسؤول إسرائيلي رفيع، إن تل أبيب لا ترى التزامًا فعليًا من حزب الله ببنود نزع السلاح، مضيفًا: "لا جدوى من استمرار هذا الاتفاق، سنصعّد ونحدد التوقيت وفقًا لمصالحنا".

واتخذت الحكومة اللبنانية، أغسطس الماضي، قرارًا رسميًا بحصر السلاح بيد الدولة، وهو ما فُهم على نطاق واسع باعتباره خطوة نحو نزع سلاح حزب الله، إلا أن الحزب رفض القرار، وواصل إعادة بناء قدراته العسكرية، بما في ذلك نقل صواريخ قصيرة المدى عبر الحدود السورية وتحريك تجهيزات عسكرية إلى شمال نهر الليطاني.