الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الصبر ينفد".. مبعوث ترامب يصل إسرائيل برسائل حاسمة عن غزة ولبنان

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في لقاء سابق

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

وصل سفير الولايات المتحدة لدى تركيا والمبعوث الأمريكي المسؤول عن ملفي سوريا ولبنان توم باراك، صباح اليوم الاثنين، إسرائيل في زيارة دبلوماسية بالغة الحساسية، تأتي في توقيت إقليمي مُعقد يشهد تصاعد الضغوط الأمريكية بشأن مستقبل قطاع غزة، واستمرار التوترات على الجبهة اللبنانية، إلى جانب حالة الغموض التي لا تزال تكتنف المشهد السوري.

أهداف الزيارة

ومن المقرر أن يلتقي باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، في إطار محادثات يتوقع أن تركز على الانتقال إلى المرحلة التالية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بقطاع غزة، إضافة إلى تقييم الوضع الأمني على الحدود الشمالية مع لبنان، والتطورات الإقليمية الأوسع، بحسب صحيفة "معاريف" العبرية.

وذكرت الصحيفة العبرية، أن صبر الرئيس الأمريكي بدأ ينفد فيما يتعلق بالتحركات الإسرائيلية نحو غزة وحاجته المُلحة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

ووفق مصادر إسرائيلية مطلعة، لا تعد زيارة باراك زيارة استطلاعية تقليدية، بل تُصنف كزيارة تمهيدية مباشرة للقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب، المقرر عقده نهاية ديسمبر الجاري بمدينة ميامي. وعليه، فإن المبعوث الأمريكي لا يأتي للاستماع إلى المواقف الإسرائيلية بقدر ما يسعى إلى التحقق من مدى استعداد الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ خطوات عملية تتماشى مع الرؤية الأمريكية للمرحلة المقبلة.

منع المواجهة الشاملة

وتأتي الزيارة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد مواقع تابعة لحزب الله بجنوب لبنان، في وقت تكثف فيه واشنطن جهودها لمنع انزلاق الوضع إلى مواجهة شاملة.

وفي السياق ذاته، برزت إدانة الرئيس اللبناني جوزاف عون، لهجوم إطلاق النار الذي وقع في سيدني، خطوة رأت فيها دوائر دبلوماسية رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي تؤكد التزام بيروت الرسمي بمكافحة الإرهاب.

وبحسب مصادر إسرائيلية، يحمل باراك رسالة أمريكية واضحة مفادها أن ضبط النفس الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر بمعزل عن تحركات ملموسة من الجانب اللبناني.

وتطالب واشنطن، بيروت بتعزيز سيطرة الجيش اللبناني في الجنوب، والحد من حرية تحرك حزب الله، وتحمل مسؤولياتها الأمنية بشكل أكبر. في المقابل، تؤكد إسرائيل أنها لن تكتفي بالتصريحات السياسية طالما استمر التهديد عبر الحدود.

غزة والمرحلة الثانية

ويحتل ملف غزة موقعًا مركزيًا في محادثات باراك، لا سيّما ما يتعلق بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، التي يفترض أن تفتح الباب أمام ترتيب أمني وسياسي أكثر استقرارًا، عقب وقف إطلاق النار المؤقت والهش.

وتروج واشنطن لنموذج يقوم على إنشاء قوة استقرار دولية بقيادة أمريكية، تتولى الإشراف على نزع سلاح حركة حماس تدريجيًا، والمساعدة في تشكيل إدارة بديلة في القطاع. غير أن هذا الطرح يفتح بابًا لخلافات جوهرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ففي حين يرى باراك أن إشراك أنقرة في قوة الاستقرار قد يكون ضروريًا، نظرًا لقدراتها العسكرية ونفوذها في غزة، تعتبر إسرائيل هذا الخيار خطًا أحمر، وترى أن أي طرف يحتفظ بعلاقات مع حماس لا يمكن أن يكون جزءًا من إطار يهدف إلى تفكيك قدراتها.