في تطور إستراتيجي يعكس تعقيدات المشهد السوداني، أعلنت جنوب السودان، إرسال قوات إلى السودان لحماية حقل هجليج النفطي الإستراتيجي قرب الحدود، بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع عليه.
يأتي انتشار القوات بتنسيق رفيع المستوى بين الأطراف المتناحرة، إذ أكد بول نانق، قائد الجيش في جنوب السودان، أن نشر القوات تم بموافقة كل من رئيس جنوب السودان سلفا كير، ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، بحسب وكالة "رويترز".
أهمية حقل هجليج
يضم مجمع هجليج منشأة المعالجة الرئيسية لنفط جنوب السودان، الذي يمر عبر الموانئ السودانية ويشكل الجزء الأكبر من إيرادات جوبا العامة.
وقال قائد الجيش في جنوب السودان: "اتفق الثلاثة على ضرورة حماية منطقة هجليج لأنها منطقة إستراتيجية مهمة للغاية بالنسبة للبلدين.. الآن قوات جنوب السودان الموجودة في هجليج".
وانسحبت قوات الحكومة السودانية والعاملون في الحقل، الأحد الماضي، لتجنب القتال الذي كان من الممكن أن يلحق الضرر بالمنشآت.
والاثنين الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على حقل هجليج، مؤكدة أنها "تُؤمّن وتحمي المنشآت النفطية الحيوية في المنطقة بما يضمن مصالح جمهورية جنوب السودان، التي تعتمد بشكل كبير على تدفق النفط عبر الأراضي السودانية نحو الأسواق العالمية".
ويضم حقل "هجليج" 75 بئرًا نفطية، تحتوي على محطة معالجة مركزية لـ130 ألف برميل من نفط جنوب السودان، الذي ينتج في حقول ولاية الوحدة الجنوبية، كما يُصدر بخطوط أنابيب يبلغ طولها 1600 كيلومتر تقطع الأراضي السودانية حتى ميناء "بشائر" على البحر الأحمر.
ويمثل توقّف معامل الحقل خسارة دولة جنوب السودان لمعظم إيراداتها من العملات الأجنبية، إذ يُشكل النفط أكثر من 90% من الإيرادات، كما يعني خسارة السودان نحو 21 ألف برميل من الخام يوميًا، إضافة لرسوم العبور والتصدير التي تقدَّر بأكثر من مليون دولار يوميًا.
حشد عسكري
في سياق آخر، أشار محمد إبراهيم، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من أم درمان، إلى تطورات ميدانية أخرى، وتحشيد مضاد من قوات الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان، بهدف الهجوم على منطقتي كادوقلي والدلنج، اللتين لا تزالان تحت سيطرة الجيش السوداني رغم الحصار.
وأشار مراسلنا في رسالة على الهواء اليوم الخميس، إلى استمرار حرب المسيّرات، حيث استهدفت مسيرتان منطقة كوستي المجاورة لجنوب السودان، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود وعدد من الضحايا المدنيين.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال، غرب، وجنوب) اشتباكات عنيفة منذ أسابيع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تسببت في نزوح عشرات الآلاف، خلال الفترة الأخيرة.