خلص تقييم حكومي أمريكي إلى أن الصين ستدمر الجيش الأمريكي في حال نشوب حرب على تايوان، محذرًا من أن اعتماد الولايات المتحدة على أسلحة متطورة ومكلفة ليس كافيًا لمواجهة قدرة الصين على إنتاج أنظمة أرخص بكميات هائلة.
ووفقًا للتقييم الحكومي المصنف سري للغاية، وحمل اسم ""تقرير التفوق": ستُلحق الصين هزيمة ساحقة بالجيش الأمريكي في المناورات الحربية الموضحة بالتقرير، تتضمن حاملة الطائرات الأمريكية الأكثر تطورًا "يو إس إس جيرالد أر فورد".
وستكون حاملة الطائرات "فورد"، التي دخلت الخدمة عام 2022 بعد سنوات من التأخير، معرضة لهجمات الغواصات الصينية التي تعمل بالديزل والكهرباء، بالإضافة إلى ترسانة الصين التي تضم نحو 600 صاروخ فرط صوتي، والقادرة على التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت بخمس مرات.
خسارة فادحة
ويرى محللون أن الخسائر الأمريكية ستكون فادحة، وقال الباحث في مركز مراقبة الأمن التايواني إريك جوميز، إن النتيجة النهائية لم تكن واضحة عندما شارك في مناورة حربية تحاكي نزاعًا محتملًا مع تايوان، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة تكبدت خسائر فادحة.
وأضاف لصحيفة "ذا تليجراف": "تخسر الولايات المتحدة الكثير من السفن خلال هذه العملية، كما تتعرض العديد من طائرات إف-35 وغيرها من الطائرات التكتيكية في مسرح العمليات للتلف بسرعة كبيرة".
تابع: "التكلفة الباهظة كانت مُرعبة حقًا عندما أعددنا ملخصات ما بعد العمليات.. أكثر من 100 طائرة من الجيل الخامس، وعدة مدمرات، وغواصتين، وحاملتي طائرات".
توقعات سابقة تؤيد التقرير
في العام الماضي، صرّح وزير الدفاع الأمريكي آنذاك بيت هيجسيث (الآن تغير المسمى إلى وزير الحرب) بأن "بلاده تخسر في كل مرة في مناورات البنتاجون الحربية ضد الصين"، وتوقع أن تتمكن صواريخ الدولة الآسيوية فرط الصوتية من تدمير حاملات الطائرات في غضون دقائق.
وأيضًا، حذّر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي السابق، من أن الذخائر الأساسية للولايات المتحدة، مثل قذائف المدفعية، ستنفد سريعًا في حال نشوب حرب مع الصين.
تُظهر تقييمات داخلية في البنتاجون أن الصين تتفوق على الولايات المتحدة عدديًا في ترسانتها من معظم صواريخ كروز والصواريخ الباليستية، وتحتفظ كلتا القوتين العظميين بمخزون من 400 صاروخ عابرة للقارات.
ووسّعت الصين بشكل كبير ترسانتها من الصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، ما يعني أنها قادرة على تدمير العديد من الأسلحة الأمريكية المتطورة قبل وصولها إلى تايوان.
وفي الوقت نفسه، تواصل شركات الدفاع الخمس الكبرى بيع نسخ أغلى ثمنًا من السفن والطائرات والصواريخ نفسها للحكومة الأمريكية، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
وأدرك المسؤولون في البنتاجون أن الولايات المتحدة معرضة للخطر لأن إنتاج هذه الأسلحة المعقدة بكميات كبيرة أمر مستحيل، وذلك في أعقاب سلسلة من الحروب الأخيرة، بما في ذلك الصراع الأوكراني الروسي، والتي أظهرت القدرات التدميرية لأسلحة رخيصة نسبياً مثل الطائرات المسيّرة.
من المرجح أن يتطلب أي تغيير حاسم في السياسة الأمريكية استثمارات ضخمة، إلا أن الإنفاق الدفاعي في أدنى مستوياته منذ نحو 80 عامًا، إذ يبلغ نحو 3.4% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لـ"ذا تليجراف".